- فاطِمه الصفار
- Posts
- الحياة فصول لكن لا يغيب عنك تكاملها
الحياة فصول لكن لا يغيب عنك تكاملها
عن الانتاجية لا بالتوازن إنما بالانسجام
سلام سلام
صباح الأحد ، بداية لكل أحد
وين أختفيت شهر كامل ؟
قبل أربعة أسابيع قررت أن أتوقف قليلاً عن كتابة المحتوى مع إني لا أعد ذلك ثقلاً رغم أخذه حيز كبير من وقتي و جهدي بل عمل أحبه و أقدمه من قلبي لكن تحول الأسبوع لأثنين ثم ثلاثة حتى غدت أربعة - لماذا ؟- ممكن كنت متهاونة أو لا أخذه على محمل الجد ! أو إنني أقدم مصلحة الناس حولي على عملي و نفسي ؟
زارتني الأفكار القديمة مثل : أنتِ تتكاسلين ، أنتِ لستِ جادة في عملك ، وين مثابرتك ؟
لكنني تجاهلتها لأنني أعلم أنّ التوازن لا يعني أدآء ذات الاشياء بنفس الرتم والفترة! بل التوازن إنسجام أي : التوافق بين الجوانب ولو كان بفترات مختلفة ، لسنا روبوتات وحتى هي تحتاج صيانة و فترات لإعادة برمجة
أسبوع كنت الطالبة النجيبة فكانت فترة اختباراتي و ركزت على ذلك
أسبوع كنت الأم و ربة المنزل والمسؤولية بأكملها عليّ بسبب سفر زوجي
أسبوع تجهيزات المدرسة و الاستعداد لها و مشاوير أخرى
وأخيراً الأسبوع الماضي : العودة للمدارس و روتين ونظام يعود تدريجياً و الخربطة الحاصلة في هذه الزوبعة الطبيعية
التركيز على شي ما خلال فترة أو فصل و تنحية أمر آخر ليس تكاسل أو تهاون بل هو إحترام لطبيعتك البشرية ، احترام لطاقتك المحدودة و ظروفك المتغيرة والمختلفة
ففكرة الموازنة بمعنى تغطية كل الجوانب بذات الفترة غير صائبة و غير واقعية بل فكرة تستهلكك، هناك أيام أشبه بالفصول وطبيعتها المختلفة فعليكِ فيها التركيز على جانب أو اثنين وحين تمر نعود لبقية الجوانب
جوانب استندت عليها لتبني فكرة الموازنة (بالتعريف السابق )
أولاً : الجانب الإلهي و النبوي
هذه الفكرة التي تبنيتها مؤخراً بدل الانتاجية وكأننا في عجلة هامستر هي فكرة فطرية و حث عليها نبينا الأكرم -ص- حيث روي عنه أنه قال: “إن لربك عليك حق ، وإن لنفسك عليك عليك ، وأن لأهلك عليك حق ، فأعطي لكل حق حقه” وهذا ليس بالضرورة يومياً بل على مدار وقت أوسع لنعطي بحق لكل جانب حقه
وفي القرآن الكريم قال تعالى “ وجعلنا الليل لباساً ، وجعلنا النهار معاشاً “ فهنا توزيع للأوقات حسب طبيعتها كذلك ، فليس من المطلوب أن يغطي النهار أو الليل كل المهام ، بل كل مهمة لها وقتها
ثانياً : نظريات و ممارسات
نظرية إدارة الطاقة تخبرك أن الأبحاث الحديثة في الانتاجية تقول: أن الفعالية ليست في توزيع الوقت بالتساوي على كل الجوانب بل في إدارة الطاقة فالتركيز الموسمي أو الاسبوعي يساعد على الإنجاز بوضوح أكبر
وكذلك في أبحاث علم الأعصاب يظهر أن الدماغ يعمل بشكل أفضل عندما يركز على مشروع واحد أو اثنين في مدة زمنيه محددة بدل محاولة التوزيع اليومي المتساوي
في الممارسات المعاصرة تحديداً عالم الأعمال نرى فكرة المشاريع الاسبوعية أو الشهرية بل هي أساس لإدارة تلك المشاريع ؛ لأن الانسان يعمل بكفاءة أحسن ضمن وقت قصير حيث يركز على أولويات محددة
وهذا كله يثبت أن حتى في الأيام المستقرة ، اليوم لا يغطي كل الجوانب ولا طاقتنا تسعها ! لذا فادني جداً التخطيط بعنوان : مشاريع الأسبوع
تكنيك المشاريع الأسبوعية
أنا جداً نفع معي وكذلك مشاركاتي و خبروني أنه هالتكنيك ساعدهم بتخفيف الضغط و الإنجاز بإيقاع يناسبهم ( وهذا المطلوب)
: هالتكنيك للايام المستقرة نسبياً ( مافي شي اسمه استقرار تام ) بإيجاز تنفيذه كالتالي
نكتب مشاريع الأسبوع ومهامه في قائمة ، ثم يوم بيومه نختار مهام من هالقائمة وفق طاقتنا خلال اليوم وظروفه
هكذا لا تتراكم مهام كل يوم مع اللي بعده حين لا تنجزين وتسبب ثقل عليك وبعد اشتغلتي على أهدافك وفق إيقاعك الخاص
شنو علمتني هالتجربة شخصياً و خصوصاً في جانبي المهني ؟
أني ما أخجل من اختفائي أو اجتهادي بأي جانب وتقصيري بالآخر ، كل فترة لها أولوياتها وحنا مثل ما اقول دايماً مو روبوتات وعايدي كلن له انتاجيته وفق ايقاعه الخاص .. لذا رجعت قريت رسالتي الترحيبية ( أول ما تشتركين بالرسائل توصل لك ، لو ما قريتيها ضغطي هنا واقريها ) رجعت ذكرت نفسي برسالتها و بعد عدلت عليها لتشبهني أكثر
نهاية تذكري أمرين
أولاً : إياكِ و تنحية نفسك كلياً
حتى في الفترات الخاصة كالتي مررت بها لا تنسي أن تخصصي جزء ولو كان يسير لكِ ، هذا يجعلك تعيدين تعطين بإحسان ، عني الفترة الماضية لم اتنازل عن تمارين المقاومة ولو مرتين أسبوعياً والترفيه عن نفسي بمشاهدة مسلسل أو قراءة كتاب
ثانياً : التكامل ليس بالقطع المنفردة للبزل بل حين تتشابك كلها لتتكون الصورة
يعني تركيزك لوقت طويل على قطعة واحدة تطرف ؛ لأنك مهما اجتهدتي ما راح تكتمل الصورة عندك ! لكن التركيز بين فترة وفترة يخليك تربطين القطع ببعضها وكذا تكتمل الصورة وتنجحين (أن شاء الله فهمتيني)
ولو حبيتي هذا المفهوم في برنامجي “ مفاتيح الألفة “ راح نغوص فيه أكثر ، بخطوات عملية واقعية تمشي وفق ظروفك (أسبوعين فقط يفصلنا عن اطلاق أول مفاتحيه ، اكتبي لي لو حابه تعرفي أكثر )
و إلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً
سلام ، سلام