- فاطِمه الصفار
- Posts
- الضوضاء الداخلية: الصوت الذي لا يرحمك
الضوضاء الداخلية: الصوت الذي لا يرحمك
عن ما يرافق الحِمّل الذهني وكيف السبيل لتخفيفه
سلام سلام
صباح الأثنين بنكهة يوم الأحد
سلسلة ٢\٣ ، النشرة السابقة هُنا
أخيراً اللحظة المنتظرة : نهاية اليوم وكلك فرح لأنك ؛ شطبتي قائمة المهام لكن هناك صوت يقول لك : وش هالفرح ! حيل روتيني اللي أنجزتيه! أو لو أنك اشتغلتي أكثر وما ضيعتي وقت ؟
وقتها بتحسين بتلاشي فرحتك وكأنه حل محلها شعور ثقيل أو إحساس بالذنب والتقصير .. هذا مو صوت مراجعة النفس كما في تراثنا الإسلامي ، هذا صوت التشوهات المعرفية بشكل أوضح هذا صوت جاي من طريقة تفكير غير صحيحة - كيف ؟ أنا أقولك
النماذج الذهنية هي : طريقة تفكيرك و فهمك للأشياء حولك وتفسيرك لها ، ومن خلالها تطلقين الأحكام و تأخذين القرارات
ولمن يصيبها خلل أي : التشوهات في طريقة تفكيرك و فهمك للأشياء تزيد الثقل عليك ، نعم هناك مسؤوليات حقيقة " الحمّل الذهني " مثل : الطبخ ، التربية ، تلبية احتياجات الأطفال ، العمل .. الخ
:لكن هناك “ حمّل وهمي " تصنعه التشوهات نفسها بما يسمى : التشوهات المعرفية مثل
أنا مقصّرة
لازم أكون أحسن
لو ارتحت بتزيد المهام
:فيكون تعاملك مع اثنين
المهمة نفسها + تفسيرك لها — وغالباً تفسير يزيد الضغط أكثر
التشوهات مثل الأصوات اللتي تشتغل بالخلفية وتؤثر على كيف تقدرين تشوفين الأمور أو تحكمين على يومك مثلاً أنه منتج أو لا ، طفلك مشاكس أو أنه تصرف طبيعي وهكذا
ومن أشهر التشوهات وأكثرها تكرار مع الأسف هو نموذج : أبيض \ أسود
يومك ما مضى صح ؟ → أنتِ فاشلة في التنظيم
!بينما في الحقيقة : طبيعي الأيام ما تكون على رتم واحد
ونّعم يتم ذلك من غير وعي منا بهذه التصنيفات أو التشوهات؛ لأننا أعتدنا على ذلك بغض النظر عن منشئ الأمر لكن مع تكرارنا لذلك صار تفكيرنا يمشي بقالب “ أبيض أو أسود “ من غير ما ننتبه ( أو حتى غيره مثل : تكبير الأمور ، التحيز ، مغالطة الإستمرار .. إلخ)
:في كتاب التفكير السريع والبطيء ذكر أن طريقة عمل عقولنا تسير على نظامين
الأول : النظام السريع وهو نظام تلقائي و سريع وحدسي
الثاني : النظام البطيء وهو نظام منطقي ومتأني ويحتاج تركيز
لذا كثير من التحيزات والتشوهات المعرفية تأتي من إعتمادنا على التفكير السريع ، الوعي بهذه التشوهات يخلينا نعيش أفضل .. نعم التفكير السريع مُنقذ لكن ليش حنا على وضع النجاة دوماً ؟
:”فالحمّل الذهني يزيد نتيجة أخطاء متكررة عن كيف نشوف الأمور ونحكم عليها “ التشوهات المعرفية
محاولة السيطرة على كل شي ، التوقعات العاليه ، عدم تفويض المهام..إلخ
لو توقفنا أشويه و تساءلنا ممكن نخفف كثير من هالحمل ، فالإنتاجية لا تعني زيادة في إنجاز المهام إنما كيف نؤديها ، لأي غرض ، وما فعالياتها .. الانتاجية ماتعني إضافة دوماً إنما تتجسد أحياناً بالتخلص والتخفف.. و وعيك بذلك ما يعني أنك ماراح تخطئين ! إنما بيشتغل على تخفيف استنزافك واستهلاكك لطاقتك
:موجز لخطوات تساعدك على تخفيف الضوضاء الداخلية
:عند أي موقف مشحون أو مستنزف لك
وقفي
خذي نفس
اسألي: ايش وراء هالصوت ؟ اي نموذج جالس يشتغل ؟ طيب يخدمني أو لا ؟
مجرد توقفك وسؤالك أنتِ تغيرين للنظام الثاني لعقلك “ التفكير البطيء “ وهذا اللي بيساعدك في عصر الجنون والسرعة ، في عصر الكل يفكر بقوالب جاهزة وما قد خطر بباله سؤال :ليش؟ وكيف ؟ وإلى أين؟
إن شعرتي أن هذا الكلام لامس شيئاً بداخلك فربما ؛ لأنك مثل الكثيرات منا تحتاج لإبطاء أكثر من حلول ، لوعي قبل التكنيك .. أشاركك قريباً كُتيب: بداية أُلفة ٢٠٢٦ - دليل الأم الواعية للنماذج الذهنية وَ الإنتاجية اللطيفة
ليخفف الحمل الذهني و ليعيدك للتفكير الذي يسبق السلوك ، والرحمة التي تسبق الإنجاز
بإمكانك تسجيل إهتمامك الآن هُنا
وسأرسله لكِ فور جاهزيته
و إلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً
سلام ، سلام