..ملفات مفتوحة

عن الاصوات المرافقة للمهام وَ وضوضائها

سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

:مهامي للفترة الجاية

التحضير والتهيئة للولادة : ممم أحتاج اجمع المصادر ، اقرأ واستوعب ، أخذ استشارات ( بعد أحتاج أكتب أسماء الأشخاص ) .. كذلك أفرز المفضلات وأرسلهم لسلة التسوق الأولآين وكذا أعرف الاشياء التي أحتاجها للتسوق " دقيقة أي محل أروح ؟ "

أحتاج أفصّل مشترياتي الخاصة عن البيبي ، لحظة لحظة..ما خلصت قائمة الشراء للقطع الشتوية للبنات وَ بعد أحتاج أوصي منتجات عناية ، كأنه عندي مواعيد هالأسبوع خليني أسجلهم بالمشاريع الأسبوعي وأضبط المنبه .. اوه عندي مواعيد جلسات المحاضرات بعد ، صح صح نسيت واجبات مدرسة التدبر ، وَ بعد ضروري أقفل ملف المهمة المهنية ..ودي بعد اكتب منشور توصيات ، ياربي نسيت الكتابين اللي قلت بختم قراءتهم قبل نهاية السنة

:لحظة

البنات قربت اختباراتهم المركزية ضروري اركز معاهم ، وكأنه البيت يحتاج نفض وَ تعزيل ..

٠

٠

طولت صح ؟

هذي معظم الملفات اللتي فُتحت تترا حين كتبت مُهمةً واحدة ، نّعم واحدة وهي : التحضير للولادة

أحتاج للعمل وَ تقفيل الملفات أو معظم مافيها ؛ لأجل أنّ أتم مهمة فقط !

!أوليس هذا مزعجاً جداً

:ومَع كل مهمة أو ملف هنالك صوت آخر يقول

ما كأنك تأخرتي في التجهيز ؟

بناتك يحتاجون وقت نوعي ، وَ يحتاجون تقضين وقت أكثر تشرفين على تعليمهم .. كان يمديك قبل بس أنتِ أجلتي وها نحن أقترب الموعد وكل شي تراكم

تأكدتي أنك بذلتي كل جهدك ؟  تأكدتي أنك مَا تهاونتي ؟ ليش ما تمرنتي ؟ ما كأنه نومك كثير وأكلك مو تمام ؟

٠

٠

وَ يعمل بلا هوادة أو رحمة لعقلي المزدحم وَ المثقل

حتى وَ إن خططت لأسبوعي وَ كتبت مهامي ..

أنجزها على وقع إزعاجه ، وَ على وقع تذكر كل الملفات التي لا تزال مفتوحة وَ أحتاج العمل عليها

..

اكتشفت أنّ هذا يسمونه بِـِ : الحِمّل الذهني

..وهو :  كل الأشياء التي تبقى عالقة في رأسي و أحتاج إنجازها و تذكرها أو العمل عليها

هَذا الحمّل الذهني فضيع ، يسبب ضغطاً كبيراً فوق ثقل المهام ؛ وَ لأنه موجود لا أرى حتى مقدار إنجازي

فحتى لو أنجزت

..حتى لو بذلت كل ما بوسعي حقيقةً لا يصمت أبداً

بل يشرع بسرد ما لم أنجزه ، وكيف بإمكاني الإجتهاد أكثر ، التعويض ، ويشعرني بإني متأخرة أو أن الذنب ذنبي ومعظم الاحيان كل هذا معاً وأكثر

أعتقد أنكِ حتماً شعرتي بذلك - قد يبدو من المستحيل عدم زيارته لكِ “ الحِمّل الذهني “ في وقتاً من الأوقات على أقل تقدير

شكلي مع الملفات المفتوحة هههههه

حسناً مَا العمل ؟

:أحدى خطوات الحل التي ساعدتني

..الكتابة بالطبع ، لكنها ليست كل شئ ، وَ لا تغني لوحدها

:كيف ذلك ؟ دعيني أشرح لكِ

لتخفيف حدّة الصوت نحتاج لتفريغ كل ما في أذهاننا على ورقة ( نّعم ورقة فهناك أعصاب مرتبطة بالدماغ وحركة اليد حين الكتابة ) على كلاً حين نفعل ذلك يسقط حمّلاً ، ثم علينا تصنيف ما على هذه الورقة

مهام تحتاج لتذكر ، مهام تحتاج لمساعدة ، مهام غير مهمة ، مهام بالإمكان تأجيلها ، مهام عاجلة .. وهكذا

:ثم التخطيط و الجدولة 

فقد يكون هناك مهاماً تحتاج لسنه وَ أكثر

مهام لهذا الشهر ، الأسبوع .. هذا بالإضافة للمهام العاجلة والمهمة أي : في الوقت الحالي فأخذها لأجدولها اي : أعمل على تحديد الوقت ، اليوم لإنجازها

وَ يتبقى إعادة الجدولة أو التخطيط أو التصنيف للمهام التي لم يتم أنجازها ، وفي أحياناً إلغاؤها أو تعليقها حتى إشعار آخر

وهكذا ستخف حدّة هذا الصوت وإزعاجه لأنك ؛ لن تخشي فوات موعداً ما ، نسيان مهمة فكل شي مخطط له .. وإن تذكرتي أمراً ما دّونيه في ملاحظات الجوال مثلاً ( يفضّل مكان واحد للعودة إليه وعدم التشتت ) وَ حين الانتهاء مما في يديكِ جدوليه

وَ مع هذا كله ستبقى الضوضاء

نّعم ! مع كل هذا العمل ؟

..نعم ، سينخفض الصوت ، ستقل حدّته

لكنه: سيبقى يهاجمك وَ يشعرك بالتقصير وَ يثقل رأسك: لأننا عملنا على صوتاً واحداً فقط ، وَ تبقى الصوت الذي يرافقه، عملنا على حل المهام وحمّلها وَ لكن تبقى الصوت الذي يصاحبها ويأتي معها ، الصوت الذي يقول لك

.. مو كفاية ؟ تأخرتي ؟ تهاونتي

ذاك الذي لايرى إنجازك بل تقاعسك ، لا يمدح بل يذم

لا يطبطب بل يضرب .. ذاك الصوت المرافق ، الصوت الذي لا يرحم

( نكمل الأسبوع القادم مع هذا الصوت بإذن الله )

.

.

في الختام أقول لكِ

سيبقى لكل واحدةٍ منا قصتها الخاصة مع الحمل الذهني: كيف يبدأ، وكيف يتراكم، وكيف نعالجه دون أن نحمّل أنفسنا فوق طاقتها، لهذا أحب أن أسمع منكِ

كيف يبدو حملكِ الذهني هذه الأيام؟ وما الطريقة التي تساعدك – ولو قليلًا – في تخفيفه؟

حديثك سيُثرينا جميعًا

و إلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً

سلام ، سلام