- فاطِمه الصفار
- Posts
- ..ملفات مفتوحة
..ملفات مفتوحة
عن الاصوات المرافقة للمهام وَ وضوضائها
سلام سلام
صباح الأحد ، بداية لكل أحد
:مهامي للفترة الجاية
التحضير والتهيئة للولادة : ممم أحتاج اجمع المصادر ، اقرأ واستوعب ، أخذ استشارات ( بعد أحتاج أكتب أسماء الأشخاص ) .. كذلك أفرز المفضلات وأرسلهم لسلة التسوق الأولآين وكذا أعرف الاشياء التي أحتاجها للتسوق " دقيقة أي محل أروح ؟ "
أحتاج أفصّل مشترياتي الخاصة عن البيبي ، لحظة لحظة..ما خلصت قائمة الشراء للقطع الشتوية للبنات وَ بعد أحتاج أوصي منتجات عناية ، كأنه عندي مواعيد هالأسبوع خليني أسجلهم بالمشاريع الأسبوعي وأضبط المنبه .. اوه عندي مواعيد جلسات المحاضرات بعد ، صح صح نسيت واجبات مدرسة التدبر ، وَ بعد ضروري أقفل ملف المهمة المهنية ..ودي بعد اكتب منشور توصيات ، ياربي نسيت الكتابين اللي قلت بختم قراءتهم قبل نهاية السنة
:لحظة
البنات قربت اختباراتهم المركزية ضروري اركز معاهم ، وكأنه البيت يحتاج نفض وَ تعزيل ..
٠
٠
طولت صح ؟
هذي معظم الملفات اللتي فُتحت تترا حين كتبت مُهمةً واحدة ، نّعم واحدة وهي : التحضير للولادة
أحتاج للعمل وَ تقفيل الملفات أو معظم مافيها ؛ لأجل أنّ أتم مهمة فقط !
!أوليس هذا مزعجاً جداً
:ومَع كل مهمة أو ملف هنالك صوت آخر يقول
ما كأنك تأخرتي في التجهيز ؟
بناتك يحتاجون وقت نوعي ، وَ يحتاجون تقضين وقت أكثر تشرفين على تعليمهم .. كان يمديك قبل بس أنتِ أجلتي وها نحن أقترب الموعد وكل شي تراكم
تأكدتي أنك بذلتي كل جهدك ؟ تأكدتي أنك مَا تهاونتي ؟ ليش ما تمرنتي ؟ ما كأنه نومك كثير وأكلك مو تمام ؟
٠
٠
وَ يعمل بلا هوادة أو رحمة لعقلي المزدحم وَ المثقل
حتى وَ إن خططت لأسبوعي وَ كتبت مهامي ..
أنجزها على وقع إزعاجه ، وَ على وقع تذكر كل الملفات التي لا تزال مفتوحة وَ أحتاج العمل عليها
..
اكتشفت أنّ هذا يسمونه بِـِ : الحِمّل الذهني
..وهو : كل الأشياء التي تبقى عالقة في رأسي و أحتاج إنجازها و تذكرها أو العمل عليها
هَذا الحمّل الذهني فضيع ، يسبب ضغطاً كبيراً فوق ثقل المهام ؛ وَ لأنه موجود لا أرى حتى مقدار إنجازي
فحتى لو أنجزت
..حتى لو بذلت كل ما بوسعي حقيقةً لا يصمت أبداً
بل يشرع بسرد ما لم أنجزه ، وكيف بإمكاني الإجتهاد أكثر ، التعويض ، ويشعرني بإني متأخرة أو أن الذنب ذنبي ومعظم الاحيان كل هذا معاً وأكثر
أعتقد أنكِ حتماً شعرتي بذلك - قد يبدو من المستحيل عدم زيارته لكِ “ الحِمّل الذهني “ في وقتاً من الأوقات على أقل تقدير

شكلي مع الملفات المفتوحة هههههه
حسناً مَا العمل ؟
:أحدى خطوات الحل التي ساعدتني
..الكتابة بالطبع ، لكنها ليست كل شئ ، وَ لا تغني لوحدها
:كيف ذلك ؟ دعيني أشرح لكِ
لتخفيف حدّة الصوت نحتاج لتفريغ كل ما في أذهاننا على ورقة ( نّعم ورقة فهناك أعصاب مرتبطة بالدماغ وحركة اليد حين الكتابة ) على كلاً حين نفعل ذلك يسقط حمّلاً ، ثم علينا تصنيف ما على هذه الورقة
مهام تحتاج لتذكر ، مهام تحتاج لمساعدة ، مهام غير مهمة ، مهام بالإمكان تأجيلها ، مهام عاجلة .. وهكذا
:ثم التخطيط و الجدولة
فقد يكون هناك مهاماً تحتاج لسنه وَ أكثر
مهام لهذا الشهر ، الأسبوع .. هذا بالإضافة للمهام العاجلة والمهمة أي : في الوقت الحالي فأخذها لأجدولها اي : أعمل على تحديد الوقت ، اليوم لإنجازها
وَ يتبقى إعادة الجدولة أو التخطيط أو التصنيف للمهام التي لم يتم أنجازها ، وفي أحياناً إلغاؤها أو تعليقها حتى إشعار آخر
وهكذا ستخف حدّة هذا الصوت وإزعاجه لأنك ؛ لن تخشي فوات موعداً ما ، نسيان مهمة فكل شي مخطط له .. وإن تذكرتي أمراً ما دّونيه في ملاحظات الجوال مثلاً ( يفضّل مكان واحد للعودة إليه وعدم التشتت ) وَ حين الانتهاء مما في يديكِ جدوليه
وَ مع هذا كله ستبقى الضوضاء
نّعم ! مع كل هذا العمل ؟
..نعم ، سينخفض الصوت ، ستقل حدّته
لكنه: سيبقى يهاجمك وَ يشعرك بالتقصير وَ يثقل رأسك: لأننا عملنا على صوتاً واحداً فقط ، وَ تبقى الصوت الذي يرافقه، عملنا على حل المهام وحمّلها وَ لكن تبقى الصوت الذي يصاحبها ويأتي معها ، الصوت الذي يقول لك
.. مو كفاية ؟ تأخرتي ؟ تهاونتي
ذاك الذي لايرى إنجازك بل تقاعسك ، لا يمدح بل يذم
لا يطبطب بل يضرب .. ذاك الصوت المرافق ، الصوت الذي لا يرحم
( نكمل الأسبوع القادم مع هذا الصوت بإذن الله )
.
.
في الختام أقول لكِ
سيبقى لكل واحدةٍ منا قصتها الخاصة مع الحمل الذهني: كيف يبدأ، وكيف يتراكم، وكيف نعالجه دون أن نحمّل أنفسنا فوق طاقتها، لهذا أحب أن أسمع منكِ
كيف يبدو حملكِ الذهني هذه الأيام؟ وما الطريقة التي تساعدك – ولو قليلًا – في تخفيفه؟
حديثك سيُثرينا جميعًا
و إلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً
سلام ، سلام