الحٌب وإشكالياته

متى يكون ملجئ آمن ومتى يكون عبء؟

سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

لو حاسه نفسك مو جالسه تعبرين عن حبك بشكل كويس

لو حاسه أنك مستنزفه من عمل مسؤولياتك

لو حاسه بجحيم النهايات للعلاقة و مشتاقه لنعيم البدايات أو ما يسمونها نعيم الجهل

فهذه النشرة لك

وأنا صغيرة كنت اعتقد أن الشغلات اللي يجبهم لي أبوي ، الاكلات اللذيذة اللي تطبخهم أمي شي من واجبات أنك تكون أم وأب ! نعم قد يكون ذلك ولكن كبرت لأتعلم أنها لغة من لغات الحُب

أقدر أطبخ لاطفالي أكل يسد جوعهم مو أكل يحبونه

أقدر أجيب لعيالي شغلات وكثر الله خيري أنجزت اللي علي لكن مو الشغلات اللي بخاطرهم فيها

أقدر أقول أحبهم وأنا فعلاً أحبهم لكن مو بالشكل اللي يفهمون من خلاله : إني أحبهم

فهمتي عليّ ؟ على مقدار وتنوع أشكال الحُب التي نمنحها أو نتلقاها قد ما يوصلنا أنه حب بل واجب

وهنا الإشكالية : لمن يتحول لواجب ، وبعدها يتحول لعبء

ايش الحُب ؟ سؤال له إجابة بالآلاف من شعراء لعلماء لفلاسفه لناس بسيطة مثلي ومثلك

لكن السؤال اللي يعطينا تفكر أعمق :ما الذي يجعلنا نصف الشئ أنه حُب ؟

لمن أشتد بالكلام مع زوجي ، لمن أصارخ على بناتي أجلس اتساءل :هل هذي طريقة كويسه أعبر فيها عن حٌبي ؟ ايش المفروض اسوي لمن أغضب منهم ؟ و لمن أزعل ؟ هل الحٌب له قواعد ليبقى حُب وما يتحول لاي شئ ما عدا أني اسميه حُب ؟ وهل عندي حق بكل الغضب أو الزعل اللي احس فيه وقتها وبعدها أطلعه بصراخ او شدة بالكلام ؟

ايوه ايوه أهلاً فيكِ داخل مخي وهاقد بدأنا ^_^

بغض النظر عن التعريفات الكثيرة للحب لكن هنا اتفاق على أنه شعور ، والشعور مو شي نقدر نحط له قواعد لذلك برأي الحب ماله قواعد لكن استمراريته مرهون بما عبر عنه القرآن الكريم بالمودة اي: بالترجمان الفعلي لهذا الحب (الأفعال)

ولأنه فعل يعني أنه مسؤوليه والمسؤولية (أمانه)

أنا مؤتمنه على هذا الانسان وجزء من مسؤولياتي ، أشعر لو عرفنا الحُب بهذا بيفرق كثير من تصرفاتنا لأنه؛ وقتها قبل ما أطلب منهم يأدؤون واجبهم اتجاهي بسأل حالي : أنا أديت واجبي -امانتي اتجاههم ؟

لمن نستشعر أن الصراخ والشّدة جايه من منبع حٌب مو تقليل للشأن بنكون اهدأ ، نتفهم ونحتوي بشكل أفضل (مع عدم تبرير أن يكون ذلك سلوك مستمر )، الحب بكل أشكاله اللي تلقناه من هذا الانسان قادر يخلينا نستحمل هالمحنّه ، أي محنّه (فالمحنه مو شرط مصيبه ) إنما امتحان لمقدار حُبنا أنوه نشوف الانسان المقرب منا يصب علينا مشاعر صعبة نتقبلها فندرك أن الحب مو شعور حلو وبس! لكن معاه تقبل الشعور اللي مو حلو فبالأخير حنا بشر

لذا الحُب يعطيك أحقيه الشعور وما يسلبه منك مثل :ايش يزعل في هذا ؟

وحتى لو كنتِ غير محقه ما اسلب شعورك واقلل منه ! اطمنك اهديك ثم اوجهك للفعل الصح

كذا يصير الحُب ملجئ آمن ، علاقة تسندنا فالشعور ليس له قاعدة والفعل محط تقدير حينها فقط يصبح مو عبء أعمل مسؤوليتي لانها أمانة ، وكذلك هي من أشكال تعبيري عن حٌبي واثباته وديمومته (لكن لا تنسين تقولين شنو اشكال الحب اللي حابه تتلقينها ، وتسألين أحبائك عن أشكال الحُب اللي يحبون يتلقونها منك )

طيب كيف أوصل للحُب المسؤول ، كيف اعيشه وأنشئ علاقتي وتربيتي عليه ؟

أنّ شاء الله في نشرة أخرى الإجابه عن هذا

لو حبيتي الموضوع أو في فكرة وسؤال في مخك ردي عليّ هنا بكون مبسوطه لتواصلك

وإلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً

سلام ، سلام