الأمهات خارج إطار الالتزام

إليكِ سبب يعفيك عن لوم نفسك إن لم تلتزمي في أمرًا ما

سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

كأم تعانين من عدم الإلتزام في جوانب مُعينه كعدم مواكبتك السرعة الموضوعة في منهاج تدرسينه ، هذا ليس خطئك ، هذا خطئهم ! نعم أشرع لكِ لعب دور الضحية ؛ لأنكِ ضحية ها هُنا

من غير الشائع أن تقرأي هذا ، نعم أقر بذلك لأن ؛ لاشئ مُصمم للأمهات ، فلا يؤخذ بعين الاعتبار ظروفهم وَ مسؤولياتهم المختلفة بتعدد مراحلها فكيف إن كان أكثر من طفل ! نّعم أنا أشارك معكِ تجربتي ولكني على إطلاع كافي لأخبرك هذه الظاهرة شائعة بل أدعي أنكِ ستستشعرينها وستقفز برأسك مواقف حين تقرأين ما سأكتب

لم أكن منتبه لذلك “ لاشئ مصمم للأمهات “ فكنت أجلد نفسي وأبحث بنهم عن طرق للإلتزام وكيف أنضبط وحتى إنني انشئت لي نظام المعسكرات مرتين على ما أذكر وكنت أحبط جدًا ؛ لأنني لا ألتزم بكل بنود المعسكر في المدة التي وضعتها ولم أعي أن ذلك طبيعي

فتعلمت أن أقسوا على نفسي وتعلمت أن أقسم الأيام ، تعلمت أن أضع معايير لاهدافي ، تعلمت أن أدمج المهام 2 في 1 وأحيانًا 3 في 1 ، تعلمت أن أذاكر على ضوء أبجورة وبيدي كتاب أما اليد الأخرى فأهز بها مهد طفلتي ، تعلمت أن أطبخ وأنا اتابع محاضرة أو درس ، تعلمت أن أعود إلى المنزل بعد يوم حافل مع طلابي لأكون مع بناتي وألبي مطالبهم بدون أن أعطي نفسي فسحه للتفكر وماذا عني ؟ بل كنت أغضب مني إن لم أنفذ جميع مهامي كأم وربة منزل بالإضافة للعمل والتعلم !بالله هذا شئ عقلائي ! بالتأكيد لا وهذا سيهوي بكِ إلى حفرة عميقة مظلمة من اليأس والإحباط فخذي مني ما تعلمت ، خذي هذا القانون الكوني : إهمال الطبيعة غالباً ما يؤدي إلى تعلق أو رغبة في التملك الواهم

عدم إلتزامك في جوانب مٌعينة لا يعني أن هنالك خطباً في إنضباطك بالضرورة

عدم إلتزامك في جوانب مُعينة لا يعني أن هنالك خطبًا في معاييرك لأهدافك بالضرورة

عدم إلتزامك في جوانب مُعينة لا يعني أن هنالك خطبًا في طريقتك لإدارة طاقتك بالضرورة

عدم إلتزامك في جوانب مُعينة لا يعني أن هنالك خطباً بكِ بالضرورة

عدم إلتزامك في جوانب مٌعينة يعني أحياناً أن هنالك طبيعة للأشياء لم تؤخذ بعين الاعتبار

و إهمال ذلك هو إهمال للطبيعة وهذا سيأخذك إلى تعلق ورغبة في نتيجة لن تصلي إليها أبدًا ؛ لأنها وهم ! لستِ خارقة لتستطيعي الإحاطة بكل شئ وعلى ذات المعيار ! تذكري فقط أن الأشياء من حولك لم تصمم لأجلك كأم ، كما لا شئ في الدنيا مصمم ليناسب ظروف أي شخص

خذي ذلك بعين الاعتبار ثم تعلمي أن تنظري لنفسك من منطلق الرحمة ، لا تجلديها فالقسوة عمرها ما كانت حب ! فرقي بين الحزم والحب فما عدتِ صغيرة ، عليكِ تحمل المسؤولية وإن لم تكوني سببها ، عليكِ أن تكتشفي الأنماط وسبببها العميق لتصنعي من ظروفك الحالية ما تودين ، لا إذا صار (س ) بفعل (ق) هذا رغبة في وهم

قبل عدة أيام طرحت على الأمهات سؤال :ايش التحدي أو العذر اللي ما يخليك تستمرين في موضوع ما ؟ كانت المعلومات متنوعة و حقيقية لكن ولا واحدة أشارت لعيب في تصميم الأمر ، إنما أشارت بأصبع الإتهام لها، وألمس ذلك في الحياة الواقعية في أحاديث الأمهات

لذا في المرة القادمة لما تضبطين نفسك قاسية على نفسك تذكري “ أن لا شئ مصمم للأمهات “ وهذا مو عذر ! هذا منطلق لترحمين حالك مو تجلدينها ! ومع ذلك لا تكاسل إنما حزم رحيم يأخذ بعين الاعتبار تصميم حياة يراعي طبيعة الأشياء ، يراعي الفطرة ، يراعي أنك أم

وإلى حيثٌ السعي لتصبح الأحلام واقعًا

سلام ، سلام