ثلاث عقبات تجعل من الصعب عليكِ أن تكوني مسؤوله

سلام سلام

مساء الأحد ، بداية لكل أحد

نعم اليوم تصلك النشرة مساءً فهذا التحول لنظام شهر رمضان ( اللهم بلغنا بخير وعافيه )  لذلك هذه النشرة مهمة عموماً  وقبل رمضان خصوصاً حيث تكثر مهامك بطبيعة الحال وما يترتب على ذلك من تبعات ، وهذه النشرة على فصلين

الفصل الأول


" ماشاء الله عليها ، كل شي تسويه لعيالها مو ناقصهم شي " 

!إن كنتي تتلقين هذا الثناء فمع الأسف ليست أم شاطرة بل مجهدة  

من أسماء الله " الجواد " لكنه سبحانه لا يعطينا كُل النّعم بشكل متواتر او مباشر فبعضها لابد أن يلزمنا بها العناء والمشقة ؛ والسبب يعود أن حكمته تريد منا أن نتكامل ونصل إلى طاقتنا الكامنه  ولا يحصل ذلك وفق التربية الإلهية إلا بالجهاد . 

فكري معي 

هَل الانسان الذي يحصل على كل مَا يريد بلا علم وعمل إنسان بإمكانه أن يترقى في المراتب التي وضعها الله لنا ؟ 

لأقرب لكِ لماذا فرض الصوم ؟ 

:أن علة تشريع الصوم هو مَا نّص عليه القرآن الكريم حيث قال الله تعالى

 ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)

أي للتقوى ، ومن معاني التقوى عدم الاسترسال في لذائذ الجسد .. وكأنه تدريب عن المنع  للارتقاء ، أي نرتقي حين نكف . 

فهل تريدين لنفسك ثم أطفالك مستوى أدنى أو أعلى ؟ 

وكيف يطلب العاقل ما هو أدنى !  أليس كذلك ؟ 

لذلك من أهم الأسس التي تساعدنا هي : تنمية المسؤولية في دواخلنا ثم أطفالنا 

ويتم ذلك من خلال

استخدام التفكير السليم ليوجه سلوكنا مثل : تغيير التفكير الخاطئ وتبني تفكير سليم : الام الشاطرة هي التي تنمي عادة المسؤولية لدى أطفالها 
تصفية عقولنا من التفكير الخاطئ مثل : الأم الشاطرة هي التي تعمل كل شي لأطفالها  

الفصل الثاني  

عندما كنتُ في الثامنة من عمري  بدأ شعور معين يتمكن مني ولم أعرف أي شئ عن اسمه سوا إنني كُنت فقط أريد أن أعرف لماذا علي ترتيب اشيائي ولماذا لا أحصل على جواب عن علّة أي شئ علي فعله ، ولماذا لا أحصل على اللعبة التي أردتها في الوقت الذي طلبته ؟! 

كبرت وكلما شعرت بغصه في حلقي واسوداد يعم الدنيا عليّ عرفت أنه شعور : عدم الحيلة  

شعور عدم الحيلة  وهو ايضاً متزامن مع عدم تولي المسؤولية أو فهمها بشكل صحيح وسأتناوله على شقين : كيف نعالجه بخطوة بسيطة + كيف نحوله لطاقة بناءة 

كيف نعالجه ؟ 

من المهم جداً وضوح السبب لعملاً ما هذا يهب للنفس مسؤولية وَ التزام اكبر لفعله ، كذلك يمحي شعور عدم الحيلة الذي يؤدي إلى الإحباط  ومشاعر العدوانية. 

لذلك المسؤولية بعد الوضوح سيعكس مشاعر طيبة عليكِ ، رغم ان ذلك لا يعني بالضرورة ان ما تفعلينه ستكونين راغبه فيه دوماً  لاشرح لكِ 

سواء اشتهيتي أن تأكلي طعام صحي مثلاً أو لم ترغبي ستأكلين؛  لأنك تعلمين أنه نافع لكِ

وهذا هو الوضوح الذي يجعلك مسؤولة ثم يهبك بعد تناوله مشاعر طيبة « —-

كيف نحوله لطاقة بناءة ؟  

الاعتمادية تورث شعور العجز " قلة الحيلة "  وَ قلة القيمة 

اعتمادك على اي شئ يجعلك السلطة بيده لا بيدك ، أنت لا تتحكمين بأفعال الآخرين لكنك تستطعين التحكم بأفعالك - مو ؟ - 

لذلك دوماً الاعتمادية = العجز وَ قلة القيمة 

عدم الحيلة —>  أطفالي مشاكسين ما ينفع معاهم شي 

عدم الحيلة —>  طفلي يصارخ فأعطيه اللي يبيه 

عدم الحيلة —>  شسوي بعد هذي ظروفي ما اقدر اسوي شي 

عدم الحيلة = التشتت ، عدم تطبيق القيم ، لا انتاجية 

لذلك تحمل المسؤولية ثم الالتزام هي جذر الأمر وحله 

الله وهبنا الصلاة ليعلمنا ذلك ، هي واجبة دوماً لنتعلم الانضباط 

لنتعلم أن الهوى والمشاعر ليست الموجه لنا ، إنما الموجه العقل

لذلك تحملك للمسؤولية ، انضباطك في الالتزام بما يترتب عليها 

يعطيك مشاعر سيطرة وبالتالي مشاعر طيبة وهذا الشي نتعلمه من النهج الرباني 

طيب ليش صعب نكون مسؤولين ؟ 

١. ما يتوافق مع نمط حياتنا ، نبي النتايج السريعه  

(٢. يخلينا نواجه مشاعر قوية  ( مواجهة النفس  

٣. صعب علينا  ضبط النفس 

واحد : ما يتوافق مع نمط حياتنا 

اربط له خيط جزمته أسرع من انتظاره ، اكنس وارتب غرفة بناتي اسرع من اشرف عليهم وَ اعلمهم خطوة خطوة ، أخذ ابرة تنحيف اسرع من اني اتمرن واضبط اكلي ، اخذ شهادة ما ابيها لكنها متوافقة مع متطلبات السوق أسهل من ابدأ من الصفر مع مهاراتي والتعامل مع النفس وغيرها من شكوك المجتمع وما شابه .. 

دوماً نريد الاسرع وَ الذي يجعلنا في دائرة مريحة ، نهرب من المواجهة مع النفس اولاً ثم العالم ، نريد السرعة حتى في زرع القيم هذا إن جاء في خاطرنا زراعتها ! 

ثانياً : يخلينا نواجه مشاعر قوية 

في مشاعر ما ندركها إلا بالاحتكاك بالآخر وهذا يظهر جلياً حين نتولى مسؤولية خصوصاً في تربية طفل ، يظهر جانبنا الحلو مثل ما يظهر المظلم 

طفلك سكب عصير على الكنبة ، طفلك يتمتم بأصوات غريبة 

كفيل باستثارة ردة فعل قد تستغربينها حتى، لذلك صعب نتحمل مسؤولية إعادة البرمجة لأنها تجعلنا نواجه مشاعر قوية وغير مفهومة غالباً   

ثالثاً : صعوبة ضبط النفس 

حتى بعد معرفتنا نحن لسنا آلات نبرمج  حين نعرف التصرف الصحيح 

نعم ندرك أن أطفالنا يحتاجون وقت ليتقنوا القراءة مثلاً لكننا نواجه صعوبة في كظم االغضب حين يخطئ بالتهجئة ، ندرك أننا على خطأ لكن يصعب علينا ضبط أنفسنا ، لذلك لأكون مسؤولة عليّ مواجهة هذا ، عليّ مجاهدة نفسي وَ برمجتها على التصرف الصحيح والمعين : العلم والتوجه الفكري ..  

لمن نفهم كل هذا  ونستحضرها وقتها يوم عن يوم نقدر نكون أكثر مسؤولية ثم إلتزام اتجاه ما يحيينا ، اتجاه ما يجعلنا منتجين ، معمرين لهذه الأرض كما أراد الله

اختم بتمرين للتطبيق ، وإن اردتي المساعدة تواصلي معي من هنا ، أو من خلال الرد المباشر على هذه الرسالة

التمرين

س/ ما الجانب الذي أشعر أني لا حيلة لي به ؟ 

س/ ما الجزء  الذي استطيع  التحكم به أو حله ؟ 

س/  ما الخطوات التي بإمكاني  تجربتها لحل الأمر في جانب تحكمي ( مسؤوليتي ) ؟ 

س/ ما العقبات التي اتوقعها ؟ 

س/ كيف سأتجاوز العقبات المتوقعة  ؟