- فاطِمه الصفار
- Posts
- كسر الصحون أو كسرت الرأس..؟
كسر الصحون أو كسرت الرأس..؟
عن تقبل البدايات الغير مثالية ، عن تقبل فشلنا كأمهات في عملية التوجيه
سلام سلام
صباح الأحد ،بداية لكل أحد
قبل كم أسبوع بناتي الحلوين كسروا كم صحن مرتب وكأنهم متفقين ^-^ ، وأنا جاني استلهام أكتب عن هذا من ناحيتي كأم و من ناحية أطفالنا ، نشرتي اليوم عن هذا ، عن السبب العميق مو السطحي : عن تقبل الفشل كخطوة في مسار النجاح ، وعن التعثر كثمن أساسي كذلك ، عن التعلم الحقيقي اللي يهذب أنفسنا قبل ما يعطينا شي ملموس، فَـ يلا نبدأ
الحدث
بنتي الكبيرة ذات الاحدى عشر عام من كم أسبوع أوكلت لها مهمة غسيل الصحون ، ومن يومها بين فترة وفترة شي يطيح و ينكسر من يدها سواء وهي ترتب الصحون في السلة ، تحطها في الخزانة ، تغسلها
بنتي الوسطى ذات التسع سنوات أوكلت له مهمة الصالة ، وهي تشيل صينية الشاي بعد جلستنا شالت كل شي مرة وحده وانزلق منها وتكسر كمن شي
بنتي الصغيرة ذات الخمس سنوات كانت بتجيب لها صحن لتأكل فواكه وبيدها الآيباد ففقدت التوازن و طاح وانكسر الصحن ، وبنفس الليلة انعاد نفس السيناريو
النظر للحدث من زاويتي
بدايةً ما كان ردة فعلي مثالية بكل صدق و إن لم أقل شئ حرفياً بل صمت لثواني ثم “معليه انكسر الشر “ لكن نظراتي قالت كل شي عن امتعاضي و تأففي ومحاولة كظم غضبي لكن لا بأس هذا أيضاً انتصار في رحلة ضبط النفس وتهذيبها ، الحوار الذي في راسي حينها : ياربي ما تعرف تمسك شي ، ياربي شكثر متهاونه ، متى تنتبه؟ ، مفهيه .. لكن حاولت أن أسكتها وأقول “ انكسر الشر “ ثم محاولة المساعدة في التنظيف وعدم جرح أنفسهن ثم تعليمهم شلون يلفون الزجاج بقطعة قماش لكي لا يتأذى عامل النظافة أو قط
أعتقد إني نجحت نوعاً ما في هذا الاختبار وسأخبرك لماذا بعد قليل
النظر للحدث من زاويتهن
ابنتي الكبرى : أبي أخلص أسرع شي
ابنتي الوسطى : علشان ما أروح و أجي ، مرة وحدة
ابنتي الصغيرة : كنت مندمجة
وجميهن اشتركوا في عامل : تجربة جديدة كونها مهمة اسندت لهم موخراً ، وإن كانت الصغيرة تختلف بعض الشي لكن عنصر ( التعلم ) موجود
طيب ممكن تتسائلين ايش عرفك بزاوية بناتك ؟ بكل بساطة سولفنا عن هذا بعد الحدث و خلال اليوم حين هدئت الأنفس وَ في لحظة هادية و رايقه
ليش هذا مهم ؟
مو صح نتكهن بالأسباب و نخترع سيناريو من خيالاتنا أو وفق برمجتنا الناشئة من التربية ، تأثير المجتمع ، الأصدقاء .. إلخ وغالباً ما تطلع هذي بأول حرف ننطقه أو انفعال لذلك فيه ( تهذيب النفس ) اللي يحثنا على الصبر وعدم إتخاذ ردة فعل فورية بل التفكر قبلها .. هذا يخلينا نوعى أنوه الأحكام اللي اطلقناها مو صحيحة وأنه في زاوية أخرى للموضوع غير اللي نشوفها في هاللحظة (لحظة الانفعال أو الحدث )
الكلام السابق كتبته في ٩- أغسطس -٢٠٢٥ وما نشرته حبيت أعطيه فترة لاشوف النتايج رغم ايماني بذلك ، اليوم أنا هنا بعد شهر و أشويه ( أو أكثر لأني؛ وضعت المهام الجديدة قبلها بفترة ) .. صح مو فترة طويله لكنها كافيه بنظري لأخبرك أنه أساليبي مع التحديات الجديدة نجحت وصرت أكثر هدوء وتقبل اتجاه الحوادث الناتجه عن تعلمهم الجديد ، وصاروا هم بعد يأدون مهامهم بشكل متقن و سلس أكثر
وراح أكمل النشرة بشكل عملي و علمي أكثر بتكلم عن :شلون نتمكن من توجيه أطفالنا بلطف ، وشلون نعرف أنوه حنا شغالين صح ، وش دخل الأسس والقواعد والسلوك بهذا ، وايش دور هالمعرفة في توجيه سلوكنا ٠٠
روقي و جهزي مشروبك المفضل( أفضل بعد ورقة و قلم لتدوني الأشياء اللي تولع في مخك) و يلا نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
كيف نوجه أطفالنا بدون ما نتحول لوحش ؟
في مشهد متكرر يصير وهي لمن نقول : يلا ناموا ؟ تأخر الوقت ، ونبقى نزّن حتى نفقد تماسك أعصابنا و نتحول لوحش ، نفقد كل اللطف وتختفي الأم الحنونة وتتحول لغول
مشهد آخر : يكسر شي ، يخطئ ونوجهه بعتاب قاسي حتى نوصله لمرحلة العنّاد ، ونصير نقول له : قلة أدب
ومشاهد كثيرة تصير و العامل المشترك : عدم مراعاة للوضع أو جهل به ، عدم إحترام لكرامتهم
ايه أدري أنّه الكلمات ثقيلة وصعبة ، ونعم أتفهم الوضع والمسؤوليات اللي نشيلها على ظهرنا لكن هذا ما يعفينا أنه هذي مسؤوليتنا ، طيب كيف أجل نأمر أولادنا ؟
الجواب بسيط لكن كالعادة مو كل بسيط بسيط ، الجواب : اللطف الحازم و إحترام كرامتهم
لمن يكسرون صحون حقيقةً مش مشكلة ، المشكلة لمن نكسر رأسهم بتعبيرنا ؛ لأننا كذا نتعامل بردة الفعل الأولي +نخليهم في وضعية دفاعية
الأساس في الإنسان حفظ كرامته وما يفرق العمر ، الأساس في الإنسان أنه يتعلم النمذجة أي القدوة من الدائرة المقربة : إذا ما تعلموا منك شلون يحافظون على هدوئهم ، إذا ما تعلموا منك شلون التعلم يمر بمراحل فيها الفشل والإحباط ، فيها الحزن واللذة كيف يتعلمون معنى التعلم بحق ؟
تمام أنتِ ما تعلمتيها فتعلميها ، الآن أنتِ الراشدة وهذي مسؤوليتك اتجاه نفسك و واجب تأدينه لهم “ حُسن التربية “
مافي تعداد هنا ، مافي وصفة وفيها مقادير لكيفية نأمر أطفالنا قد مافي شغل على النفس أولاً ومعرفة بحقوقها و واجباتها و احترام الكرامة الانسانيه والمبادئ الربانيه والأخلاقية التي وضعها لنا الله جلا جلاله
طيب ايش يرشدنا أنّه هذا اللي نسويه صح ؟ مو دلع ولا شدة ؟ هذا نعرفه من خلال معرفتنا بـِ
الفرق بين الأسس ، المبادئ ، القواعد
الأسس : تأسيس ثابت تُبنى عليها القواعد لنظام أو منهج
مثل : اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ، هذا أساس يُبنى عليه نظام الحياة بما فيها تربية ابنائك
القواعد : هي أوامر أو تعليمات حازمة ثابته تضبط سلوك الإنسان و تهذبه
مثل : نسعى للتعلم مع المزاج الرايق أو بدونه و ايش ما كانت الظروف نطبق ذلك ؛ لأننا نرجع لأساس التعلم اللي ذكرته في الفقرة السابقة
المبادئ : هي إرشادات مرنّة تتكيف على حسب الموقف مراعية مع ذلك الأسس و القواعد
مثل : لمن أتجاوز يوم في التعلم ؛ لأنه من مبادئ مراعاة الطبيعة البشرية ! نعم هي مش انتهاك لقواعدي الجاية من أساسي ، أنا ما زال أسلوب حياتي عليهم لكن هناك مرونة في اتباع ذلك
مثال آخر لتقريب المعنى أعتقد مر عليك “ ركزي “ : من المساواة أن تعطي أولادك نفس المقدار من حصة الطعام لكن مش من العدل ؛ لأختلاف اعمارهم ، طاقتهم خلال اليوم .. إلخ فأنتي بهالحالة تختارين العدل أو مساواة بدون عدل ؟ وقتها أنتِ تختارين حسب (الأساس) اللي ترجعين له و لنفترض أنها المساواة →ثم تحطين قواعد لهالشي مثل صحون مثل بعض ، أو كل شخص له نصيب بعدد معين من القطع → بعدها مبادئش تتغير حسب الموقف فمثلاً تقدمين لطفل أكثر؛ لأنه مشتهي اليوم وهكذا (وهذا ما يرجع أنك من الأساس حطيتي هذا كأساس ، إنما كنتي مرنه هنا حسب الظروف ) »يارب فهمتي عليّ
واجب لش لو أنتِ حابه وعليه بونص ^-^
اختاري اي جانب من حياتك وطبقي عليه ( الأسس ، القواعد، المبادئ ) بشكل متسلسل ، أرسليه لي وخليني أشوف شطارتك
طيب ايش الشي اللي حقيقي بيأخذ بيدنا في هذا الطريق الطويل ، الطريق الممتد لنهاية بلوغنا هذه الدنيا ؟
العامل الأول المساعد في هذا الطريق
مافيه مثل المعرفة طريق مرشد ، موجه ، مُعين لك ومساعد على صياغة الأهداف وتعيين الدوافع و وضوح الغاية و بعدين مذكر لك على هذا الطريق
→ → لو ما تعرفين المعنى الدقيق لكل مفردة مثل الدوافع ، الغايات، الإرشاد ، التوجيه.. انصحك توقفي وتبحثين عن جوابهم هذا بيساعدك حيل قبل ما تكملين قراءة
لو ما كنتي تعرفين أثرك على أطفالك ، لو ما كنتي تعرفين أثر مشاعرك على سلوكك ، لو ما تعرفين أثر قيامك بمسؤولياتك و مطالبتك بحقك ، لو ما تعرفين الرؤيا الإلهية لك .. ما راح تنعمين أو تذوقين ثمرها ؛ لأنك ما عرفتي طريقها بدايةً ولا مشيتي فيه .. مو صح ؟
و معرفتش الأولى قبل هذا أنك تدركين أنش خليفه الله الذي حباه هذه المسؤوليه مو علشان يرهقه! إنما ليكرمه ! وهذا يصنع فارق كبير لكيفية رؤيتك لمسؤولياتك
بعد ما تعرفين كل هذي المعرفة ضعي لك مذكرات خلال الطريق و نوعي الوسايل مثل: الصحبة ، المجتمع ، القراءة ، التعلم ، الجانب الديني والمستحبات .. إلخ راح تكون لك بعد المعرفة خير مساعد و مُعين ، تقبلي أنك في رحلة تعلم طوال الحياة وأنك مجرد انسان يحاول وخلال ذلك يخطئ ويصيب ..وهذا المهم: المحاولة والسعي
“ هذه المعرفة لو تمكنت بالشخص سوف يجد القدرة على ترشيد نوازعه وميوله و أذواقه و سلوكياته ..” ^
“
فكيف نُعلّم أبناءنا ركوب الموج … إن كنا لم نتعلّم الطفو من الأساس؟
في هذا السياق، لا تعود المشاعر مجرد "تحديات يومية
بل تصبح فرصًا
فرصًا لأن نكتسب مهارات لم يُعلّمنا إياها أحد
لا في طفولتنا، ولا في مقاعد الدراسة، ولا حتى في الكت
مهارات تبدأ بفهم دور المشاعر، لا قمعها
بفهم أن الخوف ليس دلالًا، وأن الغضب ليس سوء تربية، وأن الخجل ليس عيبًا يجب إصلاحه
وإنما إشارات… تنبض تحت جلد الطفل، تنتظر بالغًا لا يخاف منها
بالغًا لا يهرب، ولا يهاجم، بل يبقى حاضرًا
ومثلما لا نترك الأطفال يواجهون أمواج البحر وحدهم،
لا ينبغي لنا تركهم يواجه موج مشاعرهم دون أن نكون نحن أول من يتعلّم فنّ الطفو
هذه المهارات ليست فطرية
لكنها قابلة للتعلّم… بالتدرّج، وبالتأمل، وبالرفق
أنيسة الشريف*
و إلى حيث السعي لتصبح الأحلام واقعاً
سلام ، سلام