بداية عقدي الرابع ، بداية فصل جديد

عن فصول الحياة و دروسها + هديه الثلاثين بإنتظارك

سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

أنا توقفت عند عمر الطعش (١٧)

حقيقةً لا أعرف كيف ابدأ هذه النشرة لذا سابدأ بما حدث فعلاً قبل كتابة هذه الحروف .. في الأسابيع الماضية عادةً ما أكتب النشرة يوم السبت لكن الأمس انشغلت بأعمال المنزل والعائلة وبعض الأعمال المهنية البسيطة ولم يتسنى لي ذلك ، وبعد موجة الصباح الغامرة كالعادة من تجهيز الأطفال ثم بناتي تكاسلت ثم قلت لاتعرض للشمس ثم ابدأ الكتابه وبعد ذلك أوشكت أن أنسحب ولا أكتبها ، فمن سيحاسبني ؟

استعذت من الشيطان نهضت لغرفة المكتب وبدأت بالكتابة ، فهل لو كان هنالك مدير فوق راسي تساهلت ؟ إذاً ما بالي اتساهل معي ؟ ليس عدل أبداً أوليس كذلك ؟

نعم أنا مديرة نفسي هذه العبارة توجز ثلاثة عقود من عمري ، ففي إجازة الأسبوع الفائته أشعلت شمعة ميلادي الثلاثون ( أحب توقيت ميلادي يتزامن مع أسبوع الاحتفال بالمولد النبوي ) ، لذا لأخبرك بإيجاز تأملاتي للدروس خلال العقود الثلاثة التي مرت بي ، لا إحصاء بل كبذور جعلتني ما أنا عليه اليوم

العقد الأول ( ٠- ١٠ )

بالتأكيد لا أعي الكثير مما حصل خلال ذلك خصوصاً الخمس سنوات الأولى لكن جُل ما رسخ في عقلي و بدون شعور مني ( اللاوعي ) إنني حضيت بطفولة سعيدة ، فيها الكثير من الحُب واللعب والضحكات و بعض المشاكسات، كان لوالديّ الفضل في حبي للعلم وللقراءة ، وفي هذه السنوات اكتشفت العالم غير خائفه ، كنت أعبر بحريه و عفويه مطلقة يتردد بعض الأطفال بالنطق بها

شخابيط الطباشير حيث أعود ومريولي مغسول بها ولا أخشى تقريع أمي لأنها تضحك على شكلي أساساً ، قفزي من فوق الدولاب وتعلق أطراف فستاني به هههههه يالله للآن أذكر نظرة أبوي حينها، نعم هكذا اتذكر هذه الفترة فكما كنت الطالبة الشاطرة المؤدبه كنت العفويه التي تقول ما يقفز في ذهنها وخاطرها ، كما تقفز لتجربة الأشياء

العقد الثاني (١٠ -٢٠)

هذا الفصل اختبرني بوجه عدة : اختبر عفويتي و قننها و اعطاها درس لا ينسى فليس كل الناس يفهموا ما تقولينه فاطِمه ، ليس كل الناس يتلقوا عفويتك بنفس الطريقة وصفاء النيه .. كما أردت فيه أيضاً كسر بعض القوانين خاصة التي تقول (أنتِ بنت ) أغضبتني كثير ، وددت في مرات كثيرة إني ولد

هذا الفصل ذقت فيه طعم الفشل و الرفض ، خيبات الأمل وتكسر التصورات الذهنية لكن هذه اللحظات صنعتني وصقلت شخصيتي وجعلتني لا أرفع سقف توقعاتي حتى أتاكد أن قدمي ثابته على الأرض

في هذا الفصل تداخلت فصول كالمرحلة الثانويه ودرجات القدرات والتحصيلي و غير المواد ومذاكرة الكتاب من الجلدة للجلدة ، وبعد الجهد هل درجاتي الموزونة بينهم بتدخلني جامعه ؟ ومع هذا فصل الزواج والأمومة ( حفله ^-^ ) كنت أذهب للمدرسة أجر نفسي جراً ببطني المنتفخ ، كنت أذاكر وعلى يدي رضيعتي

لكنه القدر وله ترتيباته وفي هذا الفصل من حياتي المتداخل جداً والمتشعب صُنعت شخصيتي ، عرفت أن مهما كان أنتِ تختارين ردة فعلك وتبعات ذلك مسؤوليتك سواء كنتِ اخترتي ما يجري أم لا ! ما بعده اختيارك ومسؤوليتك

العقد الثالث ( ٢٠-٣٠)

أووه أنه فصل التجارب والنسخ المتعددة مني ، عشت فيه شخصيات عدة ، وأفكار بعضها مجنون و متطرف وبعضها هادئ ومسالم لحد السخافه ، جربت أنماط حياة بين الجاد والمستهتر ، وعشت الاكتئاب الناتج عن فقدان الهوية والبوصلة ، عشت شعور قسوة الحياة حين لا تمنحك ما تريد رغم اجتهادك ومحاولاتك ثم تختبرك : طيب اشوف شنو بتسوي ؟

وفي كل ذلك وأكثر كنت أحاول أن أفهم من أنا ؟ وكيف أكون أنا أنا بدون أن أتخلى عن أمومتي و مسؤولياتي المتعبه ؟ كيف أختار إختيار عادل ومنصف لنفسي ولعائلتي ؟ كيف أكون كل ذلك ؟. ( في النشرات القادمة سأفصل أكثر لهذا الجانب )

وفي نهاية هذا العقد أدركت أن الدنيا ليست سباق نعدو فيه لاهثين أن يفوتنا الفوز أو نصل متأخرين ، الحياة إيقاع نعيش فيه بما يناسب ظروفنا و إمكانياتنا لنعرف لحناً جميلاً ، فليس كل النغمات ينبغي أن تتساوى في الشدة أو غيرها إنما النتيجة هل هي نشاز أم لحن عذب - إن صح تعبيري - ؟

واليوم وأنا ابدأ عقدي الرابع لا أحتفل فقط بذكرى ميلادي ، بل بفصل جديد في حياتي أختار أن أكتبه بروح أكثر تناغماً و ألفه بيني وبين عائلتي و طموحاتي

و أنتِ تقرئين كلماتي يمكن تكوني في نقطة أو مرحلة تحول ( وهذا أبد ما خصه بالعمر ) تشبه نقاط تحولي ، ممكن تكون :رغبة في بداية جديدة ، تساؤل عالق في ذهنك ، أو بحث عن توازن في جوانب حياتك يكفيك الركض ويخليك تعيشين بإيقاع يناسبك وتحافظين كذا على طمأنينه روحك

لهذا قررت بناء برنامج “ عشرة مفاتيح لألفة تغير انتاجيتك “ ليكون هذا البرنامج مساحة نعيد فيها تعريف الانتاجية ، لا كسباق بل صحبة طيبة بينا وبين مسؤولياتنا وطموحاتنا

لو حاسه أنك محتاجه هذا المعنى فأنا أدعوكِ للإنضمام إليّ في هذه الرحلة

كذلك في خصم خاص بمناسبه دخولي عقد جديد أسال الله أن يجعله مباركاً ، لو حابه تطلعين على تفاصيل البرنامج اكتبي لي “ هديه الثلاثين “

وتذكر مع كل شمعة تطفئها أن العمر لن ينال منك مادام عقلك يفكر بفضول طفل ، وقلبك يحب بعنفوان شاب ، وروحك تسمو بحكمة شيخ

لبنى خميس

أهم شي الخبرة

و إلى حيث السعي لتصبح الأحلام واقعاً

سلام ، سلام