الخطط الصيفية هل هي مهمة حقاً ؟

عن ما وراء الخطط و عمق الأثر الذي تتركه

سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

اليوم أو بكرا تبدأ العطلة الصيفية عندنا في السعودية ، ومع الصيف يكثر الكلام عن الخطط و الاستثمار بوقت أطفالنا ، وطبعاً هناك توجه آخر وهو : العشوائية وغياب الروتين بما أنوه أغلب العام منظم فكأنهم يحدثون نوع من التوازن ها هنا ..طيب أنا في أي إتجاه ؟

عمري كله ماحبيت أخير بين خيارين ، كنت الطفلة الصعبة اللي تكره هالنوع من الأسئلة وتتجاهلها ، وحتى الآن لمن خططت مع بناتي لعطلتهم الصيفية نهجت رأي الإتجاهين أي النظام مع العشوائية .. طيب ليش؟ هذا موضوعي لهذا اليوم : ليش مهم ندمج الأثنين ، وعن عامل ما نتبه له لمن نخطط وهو أساساً عامل النجاح أو الفشل في هذه الخطط وراح نتكلم عن هذا من ناحيتين : ناحيتك و ناحية أطفالك .. لذا يلا نبدأ

في السنين الماضية وحتى فترة قريبة كنت أضع خطة لبناتي وما تنفذ ! نفس خطة حفظ أجزاء من القرآن كنت أحس بالإحباط ومرة ألوم البنات وكسلهم ، ومرة ألوم نفسي وليه أبطل أتابعهم بعد فترة و أستسلم .. وهكذا دواليك ولأنني أكره ألعب دور الضحية ومياله للسيطرة « فيها شي حلو وفيها مو حلو للأسف » ما أستسلمت و بقيت اقرأ في كتب علم النفس والسلوك + أسمع محاضرات لأساتذة في هالمجال واللي اكتشفته صدمني ، هذبني و رباني و خلاني أبكي بعد ..

اللي اكتشفته ما كان له علاقة بمهارة وضع الخطط ؛ لأني شاطرة بذلك ، ولا في المعايير النمائيه لأعمار بناتي ؛لأني بعد دراسة هالشي وفاهمته كويس « بتكلم عنه بهالنشرة» اللي اكتشتفته كان يضرب بشخصيتي ، كان له علاقة بصميم علاقتي مع بناتي ، اللي اكتشفته أنه عندي خلل في تعاملي مع مشاعرهم الغير سارة

الطفل يلاقي صعوبة في التعبير اللفظي عن مشاعره وبالتالي تصدع في العلاقة وربما الإنفصال العاطفي عن مقدم الرعاية وفي حالتي أنا “ أمهم “ لمن ما أفهم حالاتهم العقلية واعكسها بشكل مناسب بما يسمى “التفاعلات المرآتيه” كيف يعني ؟

يعني لمن أسمع بنتي تصيح ، أنزعج جداً ويدخل جسمي بحالة استنفار وبدل ما أساعدها تهدأ ، وأقول مثلاً : أنا عارفة أنك متضايقة لأنه خلص وقت الشاشة معليش معليش .. مع حضن وملامسة جسدية وبعدها سؤال : ايش في بالك اللحين تسوين ؟

بدل هالسيناريو أنا أشخصنها و أعدها تجاوز للحدود ومياعة ودلع فارفض تعبيرها عن استيائها وأقابله بغضب مماثل وطبيعي الحلقة الأضعف بتنكمش وتكبت ! وكذا أوصل طفلي لحالة الكبت ثم سلاماً على متانة و جودة العلاقة بينا .. يالله

لمن فهمت هذا بكيت ، نعم السيناريو الأول كان موجود بينا لكن وقتها في تلك الفترة ما كنت أحسن شي وشعوري أنعكس على بناتي بالسيناريو الثاني ، السيناريو الكريه والمؤذي ..ولأنني أشعر بالتقصير أعتقد كنت أحاول تعويض ذلك بإن يبقو على الأمور النافعة في روتينهم كالوقت المقنن للشاشات و حفظ القرآن والقراءة .. لكنني أخفقت

هذا هو المعيار المهم لأي حاجة أنتِ ناويه عليها لأطفالك ، علاقتك معاهم ومدى متانتها و جودتها

طيب الآن بعد أن حدثتك عن أهم مافي الأمر يأتي دور ليش ضمنت بخطة بناتي العاملين : العشوائية و الروتين المنظم ، الإختيار و اللا إختيار .. ونبدأ بالروتين المنظم 

ليه مهم لك ؟

من المهم وجود نظام أو روتين ثابت لأطفالك؛ لأجل أن يكون لكِ متنفس ، مساحة خالية من دور الأمومة تكونين فيها ما تشائين و تتجردين من مسؤولية ما سواكِ..مو أنانية أبداً بل قمة المسؤولية أن تلزمي بحق نفسك .. تدرين أن هذا هو اللي بيحسن علاقتك مع أطفالك ؛لأن لمن تعطين و طاقتك مشحونة غير لمن تعطين وطاقتك مستنزفه ، غياب هذا العامل في تلك الفترة هو اللي خلاني اتجه للسيناريو البشع مع بناتي .. لذا علشان اللي يحبونك ولأجل علاقة أفضل أنتبهي لهذا

ليه مهم لطفلك ؟

فيه أسباب كثيرة صحية مثل انتظام الساعة البيولوجية وتأثيرها بكل جوانب النمو : الجسدي ، النفسي والانفعالي ، العقلي .. وبعد لأجل أن يكون ذلك :أسلوب حياة

مهم جداً نبين قيمة الروتين لأطفالنا ، هو مو فرض علينا من سلطة عليا و إن غابت غاب ! هو مهم لتنظيم أمورنا وسبب في جمال حياتنا ؛ فالله لم يخلق منظومة الليل والنهار عبثاً حاشاه ، و أوقات الصلاة وتعاقب الفصول ..إلخ وجميل جداً أن نسولف لهم عن هذا ونشوف أفلام ، أو نقرأ كتب ،وندعمها بآيات القرآن

لذا هذا هو الجانب الأول من الخطة ألا وهو : الروتين المنظم أي لا اختيار هنا ، هذه أمور أنت ياحبيبي ياطفلي ملزم فيها

أما الجانب الأخر من الخطة ألا وهي العشوائية أي ندع الطفل يختار .. طيب ليش مهم هالجانب؟

ليه مهمة لك ؟

لأنها تجعلك في سعة من أمرك ، نظامك مو ماشي على المسطرة أو العسكرية .. كذا تكونين مرنة أكثر وحتى مرحة ، ما تعشين تحت ضغط واللي تفكرين فيه بس المهام الكثيرة لليوم وبعدين تجلسين تركضين وراء إتمامها كآلة ، ما تعيشين اللحظه وتستانسين فيها .. تذكري : مو مهم كم أنجز ، المهم كيف أنجز ! لأجل لمن تحطين راسك على المخده بالليل ما يشتغل صوت الجلاد وتأنيب الضمير

ليه مهمة لطفلك ؟

بني آدم مو آلة ينفذ ما جدول عليه ! هم مو في عسكريه بل من الحاجات المهمة في بناء الطفل استشعاره أنه مسموح لك تكتشف ، مسموح لك تعبر عن ما بداخلك، ومن آثار التنشئه الصارمة وعدم وجود مساحة الاختيار أو العشوائية هي نقضين : أما يطلع شخص متزمت وهذا نشوفه في المدراء اللي بلا مشاعر أو شخص ضارب بالقوانين عرض الحائط ومنفلت نتيجة الكبت و الصرامة الدائمه

فهل نبي هذا لعيالنا ؟ أكيد لا

إذا هذي كانت رؤيتي أن أدمج الروتين واللا اختيار ، والعشوائيه و الأختيار في خطة بناتي الصيفية

فإحدى أهدافي أن الإلتزام الناتج عن الأول (الروتين - اللا إختيار ) ينمي لديهن : الانضباط ، المسؤولية ، وكذلك فهم أن مو كل شي بالدنيا نسويه لأننا نحبه ! آي تنحية جانب المزاجية

أما الثاني (العشوائية - الإختيار) فينمي لديهن :الثقة ، الاستقلال ، توفير مساحة ليختبروا فيها نتيجة اختياراتهن وكذلك لكي يتعلموا أن يختاروا بأنفسهم لا تقودهم الجموع أي غالبية الناس فيختاروا عنهم

طيب ليش جمعت العشوائية بالإختيار ؟ ممكن ينفهم أن الروتين =عدم الاختيار فايش ما كنت مثلاً ضروري تصلي لكن ايش الصله هنا ؟

هنا أردت أن أهذب نفسي ،فايش ما كان اختيارهم عليّ القبول به مهما وجدته عشوائياً ولا فائده منه كذلك كان لدي هدف زرع دافعيه التعلم

فجعلت لهن في هذه المساحة حريه اختيار المشروع الصيفي وبعض المهام ، ولكي أكسر ربط التعلم بالمدرسه وأنه يمثل الجانب الأول ( هم ما اختاروه ) جعلتهم يختارون ما يمتلكهم الفضول أو الحب لتعلمه ، ووضع المنهج أو وسائل التعلم بأنفسهم مهما كانت عشوائيه

أوه أوه لأول مرة أتجاوز الألف كلمة ، حقاً لم أعلم أنني سأصل لهذا حين كتبت الهدف من نشرة اليوم ؛ لكنني مؤمنة بأهميتها وإن كنتي قرأتي حتى هذا الحرف فأنتِ تشاركيني هذا كذلك لذا أصبري عليّ فقد تبقى القليل وأنتهي (في نهاية النشرة عملاً قد تكوني مهتمة به )

وبعد هذا كله شلون ننشئ خطه صيفية بشكل عام مع مراعاة ما قد قيل ؟

تذكرين لمن قلت لك “ المعايير النمائية “ نعم نعم هذا هو المفتاح .. كنت في أي موقف عصيب مع بناتي أرجع لهذه المعايير وأفهمهم أكثر - طيب ايش هم ؟ - بإيجاز هم مزايا و حاجات الأطفال لكل مرحلة عمرية يمرون بها سواء الجسدية أو النفسية ، الانفعالية ، الاجتماعية .. إلخ معرفتك لها كثير تفرق بتعاملك مع طفلك + تمكنك من معرفة المهام اللي يقدر ينجزها + شلون تقدرين تتعاملين معاه

.. مثلاً طفلتي الثالثة مَلك “ آخر العنقود “بعمر الخمس سنوات نموها المعرفي يجي من باب الفضول ودافعية أنها تحل المشكلات ، أما نرجس ذات التسع سنوات في هالسن تبي تفهم ليش القوانين موجودة ؟ أما زينب ابنتي الكبرى ذات الاحدى عشر عاماً تبدأ بهالسن تكون آرائها الشخصية وتقدر تخطط بمفردها للمهام المعقدة يعني إلى لها خطوات متدرجة حتى الوصول للإنجاز

هذا جانب واحد بس من المعايير! وعلى ذلك بتكون عندك فهم أكثر لطفلك وشلون الخطة بتكون ، طيب شلون أعرف المعايير ؟

بكل بساطه روحي للشات جي بي تي واكتبي :ماهي المعايير النمائيه لطفل بعمر ( اكتبي عمر طفلك ) + لو حبيتي يقترح لك أنشطة أو يشتركوا الأخوة بعمل مع إختلاف الأعمار اطلبي منه ، نفذتها واعجبتني اقتراحاته

ختاماً تذكري

التوجيه المبني على التخويف لا يعول عليه، يفقد طفلك أمانه فقط! لكن لن يحثه على العمل، وإن عمل فلن يكون من صلب شخصيته إنما بدافع إتقاء شرك لا أكثر! لذا لتكوني الملجئ لا المهرب

تنويه : حالياً أعد برنامج للأمهات وبه أتناول أهم هدف لكل أم بل جوهر انتاجيتها ألا وهي :جذور التربية حيث أتناولها بزاويتها أي الأم ، جوهره : الاستخدام الدافئ والحكيم للحب ، أما هدفه :تعميق العلاقة وتقويتها حيث يكن صوتك نافذ لقلوبهم ثم مستقر في عقولهم وهكذا يبقى مع أرواحهم رفيق

ليش أبني هالبرنامج : أسمع الكثير من الأمهات اللاتي يشتكين من أنهم لم يعودوا يشكلون في حياة أبنائهم أي أثر ! فقولهم غير مسموع ، ورأيهم غير مقبول ، وتأثيرهم شبه منعدم .. أعي مقدار هذا الألم و أفهمه لذلك سأبني هذا البرنامج إن شاء الله

فلو كنتِ مهتمة لاقتناء الفصل الأول بسعر منخفض مقابل معرفة رأيك وانطباعك فراسلني ها هنا بكلمة : مهتمة

و إلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً

سلام ، سلام

لحجز جلسة ارشادية معي أضغطي هُنا