سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

تخيلي أن يقول لكِ طفلك : لأنك مو فاضية لي ! بعد أن صدمك بدرجة اختباره المنخفضة والتي اخفاها عنكِ واكتشفتها بالصدفة ! ما شعورك حينها ؟ الغضب أم الشك بنفسك؟

أما عني أنا فقد تعجبت! نعم هذه قصة شخصية حدثت معي ، تعجبت و دهشت فلم أكن من الأمهات اللاتي يهتمون بالدرجات بالمقام الأول إنما الاستيعاب والسعي ، ولم اعاتب أبداً عليها .. حينها قلت : في شي مو تمام ، في شي مو مضبوط

تعجبت ثم بدأت بالشك في جدوى ما اعمله وفيّ ، كل هذا حدث في داخلي خلال ثواني ، لألتفت إلى ابنتي واقول لها : ليش حبيبتي ؟ في مرة طلبتي مساعدتي وقلت لك : لا ؟ أو حتى مو فاضيه ؟

بس أنتِ ما تذاكرين لي مثل الأمهات ، كل البنات يذاكرون لهم أمهاتهم ! لتجيبني والدموع في عينيها ، هنا عرفت الفجوة وكيف حدث هذا ، هدئتها و شرحت لها المسائل التي اخطئت بهن ؛ لان وقت الانفعال والبكاء ليس وقت تقديم المحاضرات ..

ثم في يوم لاحق وفي لحظة رايقه شرحت لها ما يجب وإني مو مثل معظم الأمهات وهذا الخطأ حدث لتكاسلك لا بسببي ، فأنا أقول لك : ذاكري واسمعي الشرح وإن لم تفهمي تعالي أساعدك ، هذه مسؤوليتك لا مسؤوليتي مو صحيح ؟

ما الذي حدث هنا ؟

كطبيعة بشرية من الأسهل أن نرمي السبب على شخص آخر بدل أنفسنا ، وهذا لا يعني أن أقصد اتهامك و ظلمك فقد تكون لا واعية أو ببساطة لأن؛ أسهل لي أحملك المسؤولية

فالسائد أن الأمهات يذاكرن لأطفالهم خطوة خطوة ، أنا وبعض الأمهات الأمر يختلف فبعد التأسيس ( الصف الأول وبالكثير الثاني ) فمسؤوليتنا الأشراف والمساعدة إن طلبت أو استدعت وهذا الموضوع مو سهل على أطفالنا ؛ لانهم يصبحوا المسؤولين ( بالضبط هذا ما نود زرعه)

و حتى الشك الذي شعرت به طبيعي ، فأي توجه في الحياة غير سائد تتخذينه فستلقين الملامة عليه خصوصاً حين تكن النتائج غير طيبه .. في لحظة الضعف هذه ستشكين بنفسك انتبهي ! لا تأخذي حينها فعل بناء على هالشك ، طبيعي تشكين مو طبيعي تشتغلين على أساسه ! انتظري لحتى تهدئين ثم أعيدي تقييم الأمور فقد يكون نقد في محله و قد لا يكون ، فالنقد أحياناً يأتي لأن ما تفعلين غير شائع أو لأنك وضعتي نفسك أولوية و ألتزمتي بذلك

أنتِ ما ذاكرتي لي ، أنتِ بالنادي\ العمل وتاركه أطفالك بالبيت ، أتركي عنك الدراسة أولادك أولى .. إلخ

دوماً هناك ضريبة ، إن ألتزمتي بوضع نفسك أولوية ، تحمليها لأن ؛ بدونها لن تعطي بحب لمن تحبي

لا تبحثي عن الأسهل (نعم قد يكون الأسهل أن تقومي بالعمل عنهم ) أبحثي عن ما يجدي ، أبحثي عن القيمة وغالباً مالهُ قيمة ليس بزهيد ،

لا تزهدي بحياتك ، لا تزهدي بحياتهم فكلم راعِ وكلكم مسؤول عن رعيته

وَ إلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً

سلام ، سلام