هندسة المكان

كيف نجعل المدخلات تخدمنا

سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

نكمل في النقاط التي تتناول: كيف نستمر في الممارسة لصنع الحياة التي تشبهنا ، في الرسالة السابقة ذكرت لكِ (الأسهل - أمام العين ) واليوم عن : المدخلات

طبيعة حياتنا اليوم تستدعي منا أن نتمهل، نأخذ نفس ، ونصفي ما يصل لنا بشكل متعمد ، فكثرة المعلومات والمشاعر الغير مستقرة بثواني معدودة (حالة غير طبيعية أبداً ) ، وهذا بدوره يؤثر على إلتزامنا - كيف ذلك - فلنبدأ لأوضح لكِ

س \ ماهي المدخلات ؟

المدخلات كل شء يمر فيكِ فهي : ما ترينه ، ما تسمعينه ، الدائرة المحيطة بكِ من عائلة وأصدقاء ومعارف ، هاتفك الذكي أي : كل ما يحيطك

فهل تعتقدين أنكِ تستطيعين الإستمرار في وجود كل هذه المصادر ورسائلها المختلفة إن لم تكن متضاربة أيضاً ؟

هل تعتقدين أن طبيعة جسمك يستوعب هذا الزخم الهائل ؟ وأين سيضع تركيزه أو طاقته في هذه الحالة ؟

لذلك ومن هنا ينبغي عليكِ هندسة كل هذا ، وهذا هو أحدى الحلول لمساعدتك على الإستمرار ؛لأنك بذلك تجعلين ما حولك يخدمك أي: تهندسي أسلوب حياتك ليخدم ما تريدين وبالتالي تسهلين الأمر ، وهنا أذكر لكِ هذا الفرق المهم بين الهندسة والتصميم لتتفكري به

 الهندسة : بناء الشئ من أساسه أي من البداية ، التصميم : محاولة التحكم بالشئ أو ترتيب الشئ بعد إنشاءه . لنضرب مثالاً ليتضح المقال

لنفترض أنّ: هدفي العام : تحسين صحتي

:تبسيط الهدف (تحديده بدقه + مراعاة السياق ) : 30 دقيقة مشي وكذلك هذا هو المعيار الأعلى أي في أحسن أيامي وطاقتي العالية فسأوديه بهذا المقياس

أما متوسط المعيار : 15 دقيقة مشي ، ومنخفض المعيار : 10دقائق مشي 

طيب طيب أين المدخلات هنا ؟ يلا نبدأ

طبيعية عملي مكتبي (لا يساعدني على الحركة ) ، دوري : توقيت منبه كل ساعة أو أقل لأنتبه وأتحرك

العائلة : نزاحم مسؤولياتي حين أريد الخروج للمشي ، دوري : أبين لعائلتي أن هذا وقت مهم لدي وربما أدعوهم للخروج معي إن تيسر

الأصدقاء : دعوة للخروج لشرب القهوة ، دوري : ايش رايكم نروح الممشى ؟

ملخص الأمر : تحتاجين إلى تدريب و تكرار لتحويل الهدف أو العادة لشئ أصيل من هويتك بمعنى تحويل أي فرصة لخدمتك (لا أدعوكِ هنا للتطرف كذلك ) أو : اعتبارها أولويه ومحاولة ملاقاة الفرص لدمجها في حياتك

أما ماترينه وتسمعينه فالأمر هكذا

هل انتبهتي اليوم إلى ما استمعتي إليه ، ما شاهدتيه ؟

مثال : تشاهدين فلم بها نمط المشاهد خامل وكسول وتروج أن من حب النفس أو أساليب الإسترخاء مشاهدة التلفاز والجلوس بلا حراك ! وأنتِ حينها أساساً مستلقيه على كنبه ! هذه رسائل مشوشه ومعارضة لهدفك فمن الممكن أن يكون فلم يشجع على حب النفس والإسترخاء بالطريقة السليمة كإهتمامك بصحتك والمشي والاتصال بالطبيعه كعملية استرخائية

وذات الأمر مع ما تستمعين إليه ، هل يخدمك ؟

وكإقتراح ما رأيك أن تدمجي عادة المشي مع سماع بودكاست فهذا أمر مُعين

كذلك ضعي عبارات تلامس شعورك ، ضعي صور حين تشاهدينها تملأكِ توقاً لتنفيذها ، اسمعي لأشخاص يأخذون بيدك حين تخفت طاقتك ، رتبي مكان عملك ومنزلك بطريقة تسهل الأمر عليكِ لتركزي على أهدافك ، هندسي مكانك أو صمميه أياً ما يناسبك من الأمرين الأهم أن تسعي 

أسمعي ، شاهدي ، اقرأي ، احيطي نفسك بأشخاص يعينوك على هدفك \ عادتك ، فلتري مفاهميك و ما تتلقين من معلومات وصنفيها ( كوني واعيه ) واحذري من القوة الناعمة السلبية

ومع كل ذلك من الطبيعي أن هنالك أيام تنخفض فيها طاقتك ، ومن غير الطبيعي أن لا تلبي حاجة جسمك أقراي عن هذا هنا

والآن اسألي نفسك : هل ما أفعله في يومي يخدم هدفي ؟

وإلى حيثٌ السعي لتصبح الأحلام واقعاً

سلام ، سلام