- فاطِمه الصفار
- Posts
- هندسة المكان
هندسة المكان
كيف نجعل المدخلات تخدمنا
سلام سلام
صباح الأحد ، بداية لكل أحد
نكمل في النقاط التي تتناول: كيف نستمر في الممارسة لصنع الحياة التي تشبهنا ، في الرسالة السابقة ذكرت لكِ (الأسهل - أمام العين ) واليوم عن : المدخلات
طبيعة حياتنا اليوم تستدعي منا أن نتمهل، نأخذ نفس ، ونصفي ما يصل لنا بشكل متعمد ، فكثرة المعلومات والمشاعر الغير مستقرة بثواني معدودة (حالة غير طبيعية أبداً ) ، وهذا بدوره يؤثر على إلتزامنا - كيف ذلك - فلنبدأ لأوضح لكِ
س \ ماهي المدخلات ؟
المدخلات كل شء يمر فيكِ فهي : ما ترينه ، ما تسمعينه ، الدائرة المحيطة بكِ من عائلة وأصدقاء ومعارف ، هاتفك الذكي أي : كل ما يحيطك
فهل تعتقدين أنكِ تستطيعين الإستمرار في وجود كل هذه المصادر ورسائلها المختلفة إن لم تكن متضاربة أيضاً ؟
هل تعتقدين أن طبيعة جسمك يستوعب هذا الزخم الهائل ؟ وأين سيضع تركيزه أو طاقته في هذه الحالة ؟
لذلك ومن هنا ينبغي عليكِ هندسة كل هذا ، وهذا هو أحدى الحلول لمساعدتك على الإستمرار ؛لأنك بذلك تجعلين ما حولك يخدمك أي: تهندسي أسلوب حياتك ليخدم ما تريدين وبالتالي تسهلين الأمر ، وهنا أذكر لكِ هذا الفرق المهم بين الهندسة والتصميم لتتفكري به
الهندسة : بناء الشئ من أساسه أي من البداية ، التصميم : محاولة التحكم بالشئ أو ترتيب الشئ بعد إنشاءه . لنضرب مثالاً ليتضح المقال
لنفترض أنّ: هدفي العام : تحسين صحتي
:تبسيط الهدف (تحديده بدقه + مراعاة السياق ) : 30 دقيقة مشي وكذلك هذا هو المعيار الأعلى أي في أحسن أيامي وطاقتي العالية فسأوديه بهذا المقياس
أما متوسط المعيار : 15 دقيقة مشي ، ومنخفض المعيار : 10دقائق مشي
طيب طيب أين المدخلات هنا ؟ يلا نبدأ
طبيعية عملي مكتبي (لا يساعدني على الحركة ) ، دوري : توقيت منبه كل ساعة أو أقل لأنتبه وأتحرك
العائلة : نزاحم مسؤولياتي حين أريد الخروج للمشي ، دوري : أبين لعائلتي أن هذا وقت مهم لدي وربما أدعوهم للخروج معي إن تيسر
الأصدقاء : دعوة للخروج لشرب القهوة ، دوري : ايش رايكم نروح الممشى ؟
ملخص الأمر : تحتاجين إلى تدريب و تكرار لتحويل الهدف أو العادة لشئ أصيل من هويتك بمعنى تحويل أي فرصة لخدمتك (لا أدعوكِ هنا للتطرف كذلك ) أو : اعتبارها أولويه ومحاولة ملاقاة الفرص لدمجها في حياتك
أما ماترينه وتسمعينه فالأمر هكذا
هل انتبهتي اليوم إلى ما استمعتي إليه ، ما شاهدتيه ؟
مثال : تشاهدين فلم بها نمط المشاهد خامل وكسول وتروج أن من حب النفس أو أساليب الإسترخاء مشاهدة التلفاز والجلوس بلا حراك ! وأنتِ حينها أساساً مستلقيه على كنبه ! هذه رسائل مشوشه ومعارضة لهدفك فمن الممكن أن يكون فلم يشجع على حب النفس والإسترخاء بالطريقة السليمة كإهتمامك بصحتك والمشي والاتصال بالطبيعه كعملية استرخائية
وذات الأمر مع ما تستمعين إليه ، هل يخدمك ؟
وكإقتراح ما رأيك أن تدمجي عادة المشي مع سماع بودكاست فهذا أمر مُعين
كذلك ضعي عبارات تلامس شعورك ، ضعي صور حين تشاهدينها تملأكِ توقاً لتنفيذها ، اسمعي لأشخاص يأخذون بيدك حين تخفت طاقتك ، رتبي مكان عملك ومنزلك بطريقة تسهل الأمر عليكِ لتركزي على أهدافك ، هندسي مكانك أو صمميه أياً ما يناسبك من الأمرين الأهم أن تسعي
أسمعي ، شاهدي ، اقرأي ، احيطي نفسك بأشخاص يعينوك على هدفك \ عادتك ، فلتري مفاهميك و ما تتلقين من معلومات وصنفيها ( كوني واعيه ) واحذري من القوة الناعمة السلبية
ومع كل ذلك من الطبيعي أن هنالك أيام تنخفض فيها طاقتك ، ومن غير الطبيعي أن لا تلبي حاجة جسمك أقراي عن هذا هنا
والآن اسألي نفسك : هل ما أفعله في يومي يخدم هدفي ؟
وإلى حيثٌ السعي لتصبح الأحلام واقعاً
سلام ، سلام