- فاطِمه الصفار
- Posts
- برمجة تُبعد ، برمجة تُقرب
برمجة تُبعد ، برمجة تُقرب
عن برمجة العقل و تأثيره على أسلوب حياتنا
سلام سلام
يوم الأحد ، بداية لكل أحد
من المستحيل ألا تصادفين أحد في عالمنا العربي أو أقلها الخليجي لا يكتئب من العودة للدوامات بداية كل أسبوع ، من النادر أن تلقين أمثالي ممن يتغنون بعبارة : صباح الأحد ، بداية لكل أحد

لكن اليوم كنت مثل الأغلبية (أقلها صباحاً ) ، سحبت نفسي بانزعاج كبير من السرير ومن ثم جهزت بناتي للمدرسة بأقل مجهود يذكر .. عدت للسرير ولكن لم أغفو فنهضت مجدداً و ضيعت بقية الساعات على حلقات من مسلسل ثم عدت للنوم .. ياه بداية غير موفقة ومختلفة تماماً عما كنتُ أريده -طيب ماذا بعد هذه المقدمة -؟ -
بغض النظر عن الظروف وَ السياق رغم أهميتهم للحكم على نفسك إن كنتِ كسولة أو فعلاً تحتاجين راحة ولا بأس بذلك لكن “ البرمجة العقلية “ سواء الفردية أو الجماعية لها تأثير كبير على مسار حياتك ..
( التفاصيل أشويه ) .. لذا اليوم وعناداً لعقلي الذي يقول : راح وقت الصباح فاطِمة ؟ أي نشرة تكتبين هالوقت ؟ ايه هذي دلاله على عدم إلتزامك ، عديتي أسبوع عدي الثاني عايدي أهم شي يكون فعلاً “ بداية” …. بس بس ولا كلمة مين قال لك يا عقلي أنه البدايات دوماً موفقة ؟ مين ؟!
و أنا أثبت لعقلي أن البدايات مش دوماً أحسن شي و قد تكون معرقلة ، خليك معاي ومع هالحورات الملهمة اللي خضتها قبل الأسبوع الماضي و استلهمت منها
الحوار الأول
يوم الجمُعة أنا و أبوي وأخي نتكلم عن تجربتنا في تعلم قواعد التلاوة و التجويد للقرآن الكريم ، وشلون صعب علينا قراءة ما أعتدنا عليه حين اكتشفنا خطأ النطق بسبب :اللهجة أو خطأ الحكم لأن؛ عقلنا لسه يبرمج هذا الحرف من حروف الأظهار أو الإقلاب مثلاً .. وهذا نبهني على شي ألا وهو : صعوبة البرمجة الجديدة حين تكون هناك برمجة سابقة
حنّا هنا ما نضيف شي جديد ، إنما نزيح شي قديم “ صار يشتغل بشكل لا إرادي “ افتراضي” ونحط بداله الشي الجديد
فعلم البرمجة العصبية يقول : أن هناك مسار عصبي قديم جاهز أساساً جالس يشتغل بدون تفكير منك ، حينها الجهد بيكون عالِ ؛لأنه كأنك تستبدلين السلوك المريح اللي تعود عليه عقلك و تختارين الجديدة
لذا راح تكون هناك مقاومة ؛ فالدماغ لا يحب أن يفقد ما اعتاد عليه ويعتبر الجديد تهديد
في نفس الجلسة تكلمت عن تجربتي في أول درس في المحادثة باللغة الإنجليزيه وشلون كنت أتصور إني جيدة ؛ لأني في القراءة والكتابة عديت مراحل حلوة لكن انصدمت بأول محادثة شلون أتلعثم بسؤال بسيط ، لذا التجربة هي اللي تحكم مو : تصورك الذهني عن الأمر وهذا نبهني على : صعوبة البرمجة في تحويل الأوامر حين يكون الأمر جديد
هنا الجهد الذهني أكبر لأن؛ الموضوع جديد ولسه أنتِ تبنين المسار .. نعم ما في شد وجذب نفس لو كان المسار موجود لكن هنا طاقة البناء وهناك الهدم والبناء
ليش الأول أصعب ؟
لأن دماغك يحب الشي التلقائي ، و يحمي المسارات المألوفة ، فإستبدال عادة هي موجودة أساساً يتطلب
واحد . إيقاف شي مريح و معتاد
اثنين . بذل الجهد ( المقاومة )
ثلاثة . تحتاج لوقت لتصبح تلقائية (أوتوماتيكية)
^
بيني وبينك خضت هالحوار : مين أصعب ؟ مع صديقتي آمنه أمس وما وصلنا لحل ^ـ^ أنّ شاء الله اقتنعت الآن
الحوار الثاني
صديقتي آمنة نشرت ستوري في حسابها عن حق المعلم في الصحيفة السجادية ، وكيف دار الحوار حينها أثناء المناقشة في نادي مليكة للكتاب أنّه مو كل معلم معلم بحق ويستاهل ما ذكر لكن مع ملتقى التعلم فهمت ليه ؛ لأنه ذكر هناك كيف كان التعلم قديماً فالطالب مثلاً هو اللي يعين الأستاذ ، وكذلك أن ممكن تنتقل من حلقة لحلقة في الجامع لتختار الأستاذ الذي يعجبك و ترتاح له نفسياً ( رهيب كثير ) وهذا نبهني على : أهمية الإختيار و التقبل النفسي في عمليه البرمجة
لا تهملين حقك بإختيار برمجتك ، فحين يكون التغيير نابع من قرار داخلي يصبح : دافعك أقوى ، التزامك أعلى ، مقاومتك أقل
ومن الإختيار أنك تختارين البيئة اللي تحطين نفسك فيها من : عادات ، أشخاص ، محتوى ، دروس .. إلخ
لأنه كلهُ كلهُ يشتغل في الخلفية وهذا يَ يسهل عليك او يصعب الحياة التي تطمحين لها، ومن الذكاء الا نخلق وَ نقوي صعوباتنا بأنفسنا
نّعم مو سهل نكسر عادة سيئة ، نبني عادة جديدة لكن مع الأيام عقلك يتبرمج ، وأنتِ بس تختارين على ايش بتكون هالبرمجه.. هل على نسختك الأفضل ؟ أو مخلفات تتراكم يومياً
^
ترا العادة مو شرط تكون سيئة ! لكن ما تحقق لك ما تريد ! مثلك يا أخوي - أعرف أنك تقرأ هالسطور - هل تعودك أنك تتمرن بالنادي لكن حالياً ما يناسبك يعني اكنسل كل العادات اللي بنيتها معاه؟ لأني تعودت = تبرمجت أنجزهم مع روتين النادي ؟ هل هذا يخدمك أو لا ؟
لذا خليني أختم بما بدأت به ، ليش البداية مش دوماً أحسن شي ؟
لأنه قد تكون مبنيه على شي ما يخدمني ، فالتثاقل من بداية الأسبوع والعودة للدراسة والعمل قد يكون ناتج من برمجة : عدم أهمية العلم والعمل أو التقليل من شأنهم ، أثر البيئة .. إلى آخره
لذا لو كانت بداياتك غير موفقة ابحثي عن علة ذلك ، لكن قبل ذلك أترك لك اقتباسين للتفكر من كتاب أحبه وهو :فن اللامبالاة
الأول
تأتى السعادة من حل المشكلات. إن كنت تتجنب مشاكلك أو تحس كما لو أنه ليست لديك أية مشاكل، فإنك فى سبيلك إلى أن تجعل من نفسك إنسانا بائسا. وإذا رأيت أن لديك مشاكل لا تستطيع حلها فإنك ستجعل من نفسك إنسانا بائسا أيضا. الخلطة السحرية كامنة فى حل تلك المشاكل، لا في عدم وجود مشاكل فى حياتك
الثاني
السؤال الذي يلفت النظر أكثر ويجعلك تفكر، السؤال الذي لا ينتبه إليه أكثر الناس، هو: “ما الألم الذي تريده في حياتك؟ وما الذي تظن أنك مستعد للكفاح من أجله؟”
إن ما يقرر نجاحك ليس “ما تريد أن تستمتع به؟” بل إن السؤال الصحيح هو: “ما الألم الذي أنت راغب في تحمله أو قادر على تحمّله؟” إن الطريق إلى السعادة دربٌ مفروشة بالأشواك والخيبات.
عليك أن تختار شيئًا! لا يمكنك أن تحظى بحياة لا ألم فيها. لا يمكن أن تكون الحياة كلها مفروشة بالورود طيلة الوقت: السعادة هي السؤال السهل! وتكاد الإجابة على هذا السؤال تكون متماثلة عندنا جميعًا.
السؤال الأكثر إثارة للإهتمام هو سؤال الألم. ما الألم الذي أنت راغب في عيشه؟ هذا هو لسؤال الصعب الذي له أهمية، السؤال الذي سيوصلك إلى مكانٍ ما في حقيقة الأمر
لو حابه أساعدك تبرمجين في حياتك ما تختارينه ، ما يخدمك ، ما يقربك لا ما يبعدك عن نسختك الأفضل كلميني هنا
و إلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً
سلام ، سلام