جلد الذات لا يبني بل يهدم

فالقسوة لاتعني التربية ، أنتِ هنا تهدمين ما تريدين بناءه

سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

في الرسالتين السابقتين شاركت معكِ خطوات عملية للبدء وتنحية الأعذار “ نّعم تستطعين البدء أياً كانت ظروفك “ اليوم أشاركك عن مفهوم فارق ومهم ذكرته بكلتيهما وهنا أتناول معكِ تفاصيله ، ألا وهو: جلد النفس مقابل مراقبة النفس ، لأعطيكِ افتراضين يختصران ما اريد إيصاله حين لا تنهين قائمة مهامك أو ما عليكِ عملك فأنتِ تعيشين أحدهما

:الأفتراض الأول

تأنيب لنفسك ومن ثم إمطارها بكلمات قاسية أو فعل؛ لاعتقادك أن هذل يجعلك تفعلين ما عليكِ المرة القادمة لكن الحقيقة أن هذا السيناريو يتكرر لذا تحضين بنتائج سلبية و بصمة أخرى في ملف شهود الفشل (تحدثنا عن ذلك في النشرة الأولى ويعني بإيجاز: ملف يخزنه عقلك لكل محاولة لكِ لم تكلل بالنجاح) وهنا يتم برمجة عقلك لتحبيطك بإشهار ملف شهود الفشل كلما حاولتي

:الأفتراض الثاني

تتفهمين ما جعلكِ لا تؤدين ما عليكِ فتعملين على هذه الأسباب وتعالجينها لتستطيعي لاحقاً تنفيذ ما عليكِ،هذه الطريقة تجعلك تحضين بنتائج إيجابية وهنا يتم برمجة عقلك لتشجيعك ؛لأنه يضاف لملف شهود النجاح لديكِ

و السؤال هُنا : لماذا ؟

ببساطة المقياس لدى عقلك (مشاعرك) اتجاه الحدث سواء كان حقيقي أم لا

فأنتِ في الافتراض الأول تعيشين مشاعر ثقيلة وهي : جلد النفس وفطرياً لا يوجد أحد يقبل بإن يعاقب، حتى عقلك يهرب من ذلك ويعاقبك على فعلك هذا

أما في الافتراض الثاني أنتِ ترحمين نفسك بمراقبتها لا عقابها ، فتتفكرين بالحدث وأسبابه وكيف تستثمريه لكي يبنيك لا يهدمك كالافتراض الأول

ورأي هذا أيضاً يشابه مفهوم التوبة في ديننا لا جلد للنفس إنما تزكية ومساعدتها على النهوض لا تركها تتعفر في الوحل ؛ لأنها اختارته! إنما حتى مع الاختيارات الخاطئة هناك فرصة للنهوض بل هذا قد يجعلنا اقوى في عدم معاودة ذات الخطأ لذا علينا استثمار مشاعر الذنب للبناء لا الهدم ، وذلك بخطوتين

الخطوة الأولى : التخلية

تخلصي من أي فعل يشعرك بالذنب ويسحبك للهاوية أو دائرة الحجيم (تقاعس، شعور بالذنب ، إحباط ، حزن )

الخطوة الثانية : التحلية

أي فعل ما يمنحك شعور الإمتلاء ويدفعك للتقدم

تعاملي مع الخطوة الأولى بالطبع : ضعي أهداف مبسطة ولا تنتزعيها من سياقها ( ضعيها وفق ظروفك وامكانياتك الحالية ) ثم مع الوقت اضيفي التحلية أي: معايير أعلى للأهداف أو أهداف جدبدة بمستوى أعلى من اهداف التخلية

مثال

مايشعرني بالذنب جلوسي الطويل لتأدية أعمالي فكيف أحل ذلك ؟

أضع مؤقت ينبهني ان أتحرك كل ساعة ولمدة عشر دقائق وهكذا قمت بتخليه نفسي من شعور الذنب ومع الوقت ترتفع مقدرتي وأقوم برفع المعايير أي: التحلية وهي أن كل ساعة يقابلها حركة لمدة 15دقيقة أو ما شابه ذلك كزيادة عدد الخطوات اليومية ، بإيجاز : أعمل على إضافة شئ يحسن ما اعمل عليه أو بمستوى أعلى وفي كلا الحالتين يدفعني للتقدم

وإلى حيثُ السعي لتصبح الأحلام واقعاً

سلام ، سلام