• فاطِمه الصفار
  • Posts
  • كيف تصلين للإنتاجية المرضّية لكِ كأم دون الحاجة للتخلي عن ذاتك

كيف تصلين للإنتاجية المرضّية لكِ كأم دون الحاجة للتخلي عن ذاتك

عن الأمومة التي لا تعني التخلي عن رؤيتك و أحلامك ، بل التوسع بهما

سلام سلام

صباح الأحد ، بداية لكل أحد

مفاتيح الإنتاجية الفعّالة ليست طقوس يومية تؤدى ، عدد ساعات تُقضى أو حتى جدول مليئ مُزدحم ! الإنتاجية الفعّالة تبدأ من : زاوية \ طريقة التفكير

أشاركك ملاحظاتي خلال عام كامل من بدئي جلسات الإستشارة و كذلك تجربتي خلال فصول حياتي الماضية، أشاركك ملاحظاتي لأمهات تملكهم العبء الذهني حتى تحول لكابوس فلو كنتِ تشعرين بــِ

السيناريو الأول

كل مرة تقولين هالمرة بتضبط و بستمر على الخطة اللي رسمتها لكن بالأخير تحبطين ؛ لأنك ترجعين تقولين : هالمرة بتضبط و تنعاد الكرة مراراً

السيناريو الثاني

تحبطين من رؤية الأمهات على الشاشة وكيف أنهم يخططون لكل ساعة ، جداولهم البراقة للتخطيط و وقتهم الخاص والاسترخائي رغم كل إنشغالاتهم تسألين نفسك بتعجب : ذيلي نفسي ؟ أو نفس الأمهات حولي ؟ كيف و شلون يمديهم ينجزون كل هذا وألف علامة تعجب و تعجب تدور ببالك

السيناريو الثالث

تسمعين بالدّش البارد و نادي الخامسة صباحاً ، وشلون تتغذين زين لأجل طاقتك وصحتك ..إلخ فتحسين أنّه هالاشياء للمرفهين ؛ لأني يادوب أصحى على المنبه و أركض على مهامي و مسؤولياتي ! فشلون بطبق هذا ؟ فيجي سؤال ببالك حينها : هل هم عندهم وقت غير عني ؟ أو أنا فيني شي غير عنهم ؟

السيناريو الرابع

فيه ألف مهمة و مهمة تنتظرك بس أنتِ متجمدة في مكانك ، قلبك يوجعك و عقلك ثقيل وتحسين بغيمة سودا تظلل عليك .. لكنك تبقين بدون حركة

السيناريو الخامس

تركضين من مهمة لمهمة و يادوب اليوم يكفي ، تحطين رأسك على الوسادة ليبدأ يوم جديد وتبدأين الركض مرة ثانية .. تتسائلين : وين أخذ لي وقت راحة وأنا يالله ألحق أنام هذا إذا نمت ؟؟

حسيتي حالك بين السطور ؟ إذاً اكملي القراءة

سين سؤال : أكتبي لي سيناريو يومك المثالي ؟

هذا السؤال بدايةً لمن أطرحه خلال الجلسة استكشف من خلاله الفرق بين التصور الذهني مقابل الواقع المعاش وشلون الفجوة بينهم والإختلاف هي سبب الإحباط ثم دائرة إنعدام الإنتاجية أو أقلها غياب الروح

أشرح لك أكثر : ايش تعريفك عن الإنتاجية ؟ من خلال إجابتك تدركين الشي الذي تتصورينه عنها وما بإمكانك تحقيقه في واقعك الحالي

المشكلة تحدث حين يكون الفرق شاسع بين تعريفنا أو ما نتصوره وبين ما نعيشه الآن .. طيب شلون نسد الفجوة ؟

بكل بساطة : الرضّا بالخطوات البسيطه ، عدم السعي للكمالية

:أغلب الخطط التي تعود بكِ للبدء مجدداً ثم دائرة الإحباط إحدى أكبر أسبابها إن لم نقل معظمها هي المثالية و اعتقاد أن الخطوات الصغيرة لن تشبعك ! ولكن حين تبدئين بهذه الخطوات الصغيرة ستدركين أن التقدم البطئ أيضاً تقدم وأن “ قليل دائم ، خير من كثير منقطع “ و رويداً رويداً تسدين الفجوة أو تقربين من سدها “ إن كانت صحيحة لك أو مناسبة “ .. ونعم هذه البساطة هي حل معضلة السيناريو الأول

سين سؤال : هل الإنتاجية جداول براقة و مخططات تتبع ملونة وطقوس ؟

بغض النظر أن ما ترينه على الشاشة أيا كان هي مشاركة الجانب الحلو والبراق (أختار) الشخص أن يشارك ذلك إلا أنّ الإنتاجية ليست كذلك ! ونعم أفهم التساؤل الطبيعي حين نشاهد ذلك فحينها لا يأتي في أذهاننا التساؤل المنطقي عن أنهم مختارين ما يشاركونه ، أو إختلاف الظروف والإمكانيات أو حتى الهدف الحياتي والرؤيا .. بشكل لا واعي نبدأ نقارن وضعنا بهم لكن لِتتفكري حينها ما تعريفي عن الإنتاجية ؟ ( نعم بنستخدم هالسؤال كثير ) إعادة تعريف شئ ما خير مُعين على إعادة توجيه بوصلتنا للطريق المناسب لك

ثم إن الأدوات من جداول و طرق تخطيط ( سنوي ، ربع سنوي ، شهري ، يومي ، بالساعة .. الخ ) أو أسلوب الحياة من نادي الخامسة صباحاً أو الدش البارد ..الخ وإن بدت سليمة ألا أنها تُعد وسائل لتسهل عليكِ أداء ليست غاية بحد ذاتها ! مو صح ؟

إذاً : برمجة العقل بإعادة توجيهه ثم تذكر الغاية أو الهدف من الأشياء أو أسلوب الحياة هي حل من حلول السيناريو الثاني والثالث

سين سؤال : كيف أتحرك ؟ شلون أطلع من وضعية التجمد ؟

بكل بساطة تحركي ^-^ هههه لا صج فاطِمة نتحرك ، ايه نعم ما أمزح .. الألف مهمة ومهمة ماراح يختفون من عقلك ويخف ضغطهم إلا بعد ما تتحركين .. نعم أدري الحل البسيط مو بسيط بس يمديك تبدأين بأخف مهمة لأجل ؛ عقلك ما يعنّد عليكِ أو أبداي بأي مهمة حابة تبدأين فيها المهم تبدئين .. الكتابة بتساعدك هم في التخفيف من ضوضاء عقلك حينها لكن مافي شي بيسكتها إلا لمن تشمرين عن أكتافك و تتحركين .. مو مهم تفاهه المهمة ولا شقد هي مهمة! الأهم انجزي؛ لأن هذا العبء الذهني الناتج عن أعمالك المعلقة واللي يضغط عليك ذهنياً و مشاعراً ويستهلك طاقة جسمك ماله إلا هذا الحل

سين سؤال : هل الراحة عيب ، هل الراحة لا تعني الإنتاجية ؟

للأسف من أكبر المعتقدات أو المفاهيم الغير واعية لمن نشعر أن وقت اللاشئ جريمة و ضروري أدور شي أنجزه فيه ، أو طلب المساعدة تقلل كفائتي كأم ! ليه من قال ؟

وهذا اللي يجرنا ليوم مضغوط نركض فيه و بعدين نقول وين نلحق ؟ أتفهم بعض الظروف تخليك غصبن عنك تنجرين لهذا السيناريو لكن الأصل أنها تكون مؤقته مش دايمه و تفهمك لذلك حينها بيعينك على التلذذ بها ( نعم أعي ما اقول ) ، وأساساً نظام الحياة الإلهي قائم على النهار للعمل و الليل للراحة و تعاقب الفصول كذلك وإختلاف طاقتنا فيهم ( كما يفترض ) ، فعدم وجود وقت راحة هو الشي اللي مو طبيعي وما يعد من الإنتاجية الفطرية في شي أبداً يعني : مو شطارة ولا محل تفاخر

الملخص

الإنتاجية للأمهات = خبرة + عقلية + قناعة

وخليني أشرح بإيجاز أطراف المعادلة : أما العقلية شرحت لك بعض أهم نقاطها للتو ، يتبقى اثنان

طرف الخبرة : أنك تجربين طرق و وسائل تساعدك توصلين للإنتاجية اللي ترضيك و تناسبك مع ملاحظة أن ما يناسب ظروفك الآن قد لا يناسبك لاحقاً ، وما ناسبك سابقاً لا يناسبك الآن .. وهكذا ، وبعد تنوع الطرق والأدوات حسب ظروفك يخدمك يعني : قد في فترة يناسبني أصحى الصبح أنجز ، في فترة لاحقة ما اقدر فأعوضها بوقت آخر سواء يومي أو أسبوعي .. في فترة ما قد يناسبني التخطيط الأسبوعي و في فترة ثانية اليومي و أحياناً في نفس الفترة جانب استخدم معاه اليومي و جانب الأسبوعي

طرف القناعة : قناعتك أنوه انتاجيتك تزداد مع نمو طفلك ، فحاجة طفلك لك أكثر دامه لسه صغير فطبيعي الجانب الشخصي للإنتاجية يقل وبعض الجوانب ينعدم لو ما تلقيتي المساعدة .. تذكري : رعاية طفلك و تربيته دوام كامل لوحده بل دوام بأكثر من دور “ شوفي كم مهنة بدورك “ شلون لو كان بعد أكثر من طفل و بمراحل نمو مختلفة ؟؟ أرفقي بحالك

هنا كانت تحس بالتجمد “ العبء الذهني “ → السيناريو الرابع

هنا التصور الذهني و وجود فجوة بين الواقع والتصور + طرف القناعة في المعادلة → السيناريو الثاني والثالث

وهم الكمال “ المثالية “ و وجود فجوة بين الواقع والتصور = اعتقاد أن الخطوات الصغيرة لا تروينا → السيناريو الأول

شفتي هالامهات الرائعات خجلوني بكرم مشاعرهم وثنائهم

flower GIF

أنا جداً سعيدة لتعرفي عليهم طموحات مثابرات وخير قدوة لأطفالهم؛ لأنهم يجسدون معنى التعلم و الإنتاجية الحقيقية

التطبيق العملي

حددي السيناريو اللي يشبهك → أكتبي خطوة فقط تساعدك لحله→ طبقيها لمدة أسبوع

ولو واجهك عائق أو ما عرفتي تحددين السيناريو كلميني هنا أساعدك

و إلى حيث السعي لتصبح الأحلام واقعاً

سلام ، سلام